للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأمّا ما خالف فيها رسم المصحف قواعد الخط‍ فلأجل اختلاف أحوال معاني كلماتها (١).

وسواء قيل إنه توقيف أو اجتهاد فهو مرجّح لما وافقه من أقوال المفسرين والمعربين، وخاصة فيما اطردت كتابته فيه بشكل معين.

٢ - ومما يشهد لهذه القاعدة:

* أن متابعة الرسم في القراءة أمر لازم، وهو من أركان القراءة الصحيحة - كما سبق بيانه -، وأقوال العلماء في ذلك مبثوثة في مظانها من كتب القراءات، والتفسير (٢).

* الإجماع على لزوم اتباع رسم المصاحف العثمانية في الوقف إبدالا، وإثباتا، وحذفا، ووصلا، وقطعا (٣).

* أقوال العلماء في المنع من تغيير خطه، ووجوب التزامه مشهورة (٤). كل ذلك يشهد لمتابعة رسم المصحف في التفسير والإعراب فيما احتمله، فالقول الموافق له أولى من القول المخالف له.

***


(١) ألّف أبو العباس أحمد بن محمد المراكشي المعروف بابن البناء المتوفي سنة (٧٢١ هـ‍) كتابا سماه «عنوان الدليل في مرسوم خط‍ التنزيل» بيّن فيه أن الأحرف إنما اختلف حالها في الخط‍ بحسب اختلاف أحوال معاني كلماتها. انظر البرهان (١/ ٣٨٠)، والإتقان (٤/ ١٤٥)، والمدخل لأبي شبهة ص ٣٠٢.
(٢) قد سبق في أول القواعد المتعلقة بالقراءات الإحالة إلى بعض كتب القراءات في ذلك ومن كتب التفسير على سبيل المثال، جامع البيان (١/ ١٤٦)، و (٣/ ٣٧ - ١٣٩ - ٢٤٢ - ٢٧٥)، و (٨/ ٧٢)، و (١٣/ ٢٤٧)، ومعاني القرآن للزجاج (٢/ ٦٢ - ٩٩ - ١٨٢)، والكشاف (١/ ٩٥)، والمحرر الوجيز (١/ ١٥٥ - ٢٣٨) (٢/ ٢٨)، والبحر المحيط‍ (١/ ٣٢٤) وغيرها كثير جدا.
(٣) الإتقان (١/ ٢٥٠).
(٤) انظر المقنع للداني ص ١٩، المحكم في نقط‍ المصاحف له ص ١١، والبرهان (١/ ٣٧٩)، والإتقان (٤/ ١٤٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>