للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المبحث الأول:

تعريفات أساسية

[(١) تعريف التفسير، والمفسر.]

[التفسير في اللغة]

اختلف علماء العربية في أصل لفظ‍ «التفسير». فقال جماعة، منهم الأزهري (١)

في تهذيبه، وابن فارس (٢) في مقاييسه وغيرهما: أن التفسير «تفعيل» من «الفسر» بمعنى الإبانة وكشف المراد عن اللفظ‍ المشكل وإيضاحه (٣). يقال فسر الشيء يفسره - بالكسر - ويفسره - بالضم - فسرا، وفسّره: أي أبانه (٤).

والفسر: التفسير وهو: بيان وتفصيل للكتاب.

وقال آخرون: هو مقلوب من «سفر» ومعناه أيضا الكشف، يقال سفرت المرأة سفورا، إذا ألقت خمارها عن وجهها، وهي سافرة، وأسفر الصبح، أضاء، وإنما بنوه على التفعيل؛ لأنه للتكثير، كقوله تعالى: {يُذَبِّحُونَ أَبْناءَكُمْ} [البقرة: ٤٩]، وقوله: {وَغَلَّقَتِ الْأَبْوابَ} [يوسف: ٢٣]، فكأنه يتبع سورة بعدسورة وآية بعد أخرى (٥).


(١) هو: محمد بن أحمد بن الأزهر الهروي أبو منصور، أحد أئمة اللغة والأدب، اشتغل أولا بالفقه ثم غلب عليه التبحر في العربية فرحل في طلبها وتوسع فيها وألف كتابه العظيم تهذيب اللغة توفي سنة سبعين وثلاث مائة. الوفيات (١/ ٥٠١)، وسير أعلام النبلاء (١٦/ ٣١٥).
(٢) هو: أحمد بن فارس بن زكريا الرازي، من أئمة اللغة الأعلام، صاحب معجم مقاييس اللغة وله «جامع التأويل في التفسير» مفقود توفى سنة خمس وتسعين وثلاث مائه، انباه الرواة (١/ ١٢٧) والوفيات (١/ ٣٥).
(٣) تهذيب اللغة (١٢/ ٤٠٧) ومعجم مقاييس اللغة (٤/ ٥٠٤) مادة «فسر».
(٤) لسان العرب (٥/ ٥٥) مادة «فسر».
(٥) البرهان في علوم القرآن، للزركشي (٢/ ١٤٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>