للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال - رحمه الله - في معرض ترجيحه لأحد المقدرات في قوله تعالى: {فَما أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكابٍ} [الحشر: ٦]:

فيقدر من هذه المحذوفات أخفها وأحسنها وأفصحها وأشدها موافقة للغرض في هذه الآية … وكذلك جميع حذوف القرآن من المفاعيل الموصوفات، وغيرهما لا يقدر إلا أفصحها وأشدّها موافقة للغرض؛ لأن العرب لا يقدرون إلا ما لو لفظوا به لكان أحسن وأنسب لذلك الكلام كما يفعلون ذلك في الملفوظ‍ به اهـ‍ (١).

وقال في موضع آخر: وقد يقدر بعض النحاة ما يقتضيه علم النحو لكن يمنع منه أدلة شرعية، فيترك ذلك التقدير ويقدر تقدير آخر يليق بالشرع … وكذلك لا يقدر فيه من المحذوفات إلا أحسنها وأشدها موافقة وملايمة للسياق اهـ‍ (٢).

وقال أبو حيان مرجحا أحد التقادير في تفسير قوله تعالى: {وَقُولُوا حِطَّةٌ}

[البقرة: ٥٨]: والأظهر من التقادير السابقة في إضمار المبتدأ، القول الأول - أي مسألتنا حطة -؛ لأن المناسب في تعليق الغفران عليه هو سؤال حط‍ الذنوب، لا شيء من تلك التقادير الأخر اهـ‍ (٣).

***

* الأمثلة التطبيقية على القاعدة:

من أمثلة هذه القاعدة تقدير بعض المعربين والمفسرين خبر «لا» المضمر في جملة:

«لا إله إلا الله» سواء كانت مفردة أو في آيات قرآنية كقوله تعالى: {لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ} (١٦٣) [البقرة: ١٦٣]، وكقوله: {اللهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ}

[البقرة: ٢٥٥]، ونحوها.


(١) الإشارة إلى الإيجاز ص ٤.
(٢) الإشارة إلى الإيجاز ص ٢٢٠، ونقله عنه القاسمي في مقدمة تفسيره (١/ ٢٦٢).
(٣) البحر المحيط‍ (١/ ٣٥٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>