للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال الراغب الأصفهاني (١): والفسر والسّفر يتقارب معناهما، كتقارب لفظيهما؛ لكن جعل الفسّر لإظهار المعنى المعقول … ، وجعل السّفر لإبراز الأعيان للأبصار فقيل سفرت المرأة عن وجهها وأسفر الصبح (٢). اهـ‍.

وأيّا كان الأمر فأصل المادة يدور على معنى البيان والكشف والإيضاح.

[التفسير اصطلاحا]

عرّف بتعريفات كثيرة، فعرفه أبو حيان (٣) بقوله: التفسير علم يبحث فيه عن كيفية النطق بألفاظ‍ القرآن، ومدلولاتها، وأحكامها الإفرادية، والتركيبية، ومعانيها التي تحمل عليها حال التركيب، وتتمات لذلك (٤). اهـ‍ ونقل هذا التعريف الألوسي (٥)

وتفسيره (٦).

ثم شرح التعريف بقوله: قولنا علم: هو جنس يشمل سائر العلوم.

وقولنا: يبحث فيه عن كيفية النطق بألفاظ‍ القرآن: هذا هو علم القراءات.

وقولنا: ومدلولاتها: أي مدلولات تلك الألفاظ‍، وهذا علم اللغة الذي يحتاج إليه


(١) هو: الحسين بن محمد بن المفضل الراغب الأصفهاني، أبو القاسم، أديب لغوي، مفسر، من أهل أصبهان، من أشهر كتبه المفردات في غريب القرآن، وله كتاب في التفسير، طبعت مقدمته، توفى سنة ثنتين وخمسمائة. سير أعلام النبلاء (١٨/ ١٢٠).
(٢) مقدمة جامع التفاسير للراغب ص ٤٧، وانظر المفردات ص ٤١٢ وص ٦٣٦.
(٣) هو: محمد بن يوسف بن علي بن حيان، الإمام أثير الدين أبو حيان، الأندلسي الغرناطي، نحوى عصره، ولغويه، ومفسره، ومحدثه، ومقرؤه، ومؤرخه، وأديبه، له يد طولى في التفسير واللغة، ومن أعظم تصانيفه البحر المحيط‍، مات سنة خمس وأربعين وسبعمائة. انظر طبقات المفسرين للداوودي (٢/ ٢٨٧).
(٤) البحر المحيط‍ (١/ ٢٦).
(٥) هو: محمود بن عبد الله الحسيني الألوسي، شهاب الدين، أبو الثناء، مفسر، محدث، أديب، من أهل بغداد، مولده ووفاته فيها تقلد الإفتاء في بلده، له مصنفات كثيرة أعظمها روح المعاني مات سنة سبعين ومائتين وألف، انظر الأعلام (٤/ ١٧٦).
(٦) روح المعاني (١/ ٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>