للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الألفاظ‍، وإنما هو أمر خارج عن اللفظ‍ دلّ عليه اللفظ‍ (١)، فعند فهم مدلول اللفظ‍ من اللفظ‍ ينتقل الذهن من مدلول اللفظ‍ إلى لازمه، ولو قدّر عدم هذا الانتقال الذهني لما كان ذلك اللازم مفهوما (٢).

وقولي: «ألفاظ‍» أدخل الدلالة اللفظية الوضعية، وهي: كون اللفظ‍ إذا أطلق فهم من إطلاقه ما وضع له (٣)، فشمل دلالات المطابقة والتضمن، ودلالة الالتزام، ومفهوم الموافقة على الصحيح (٤).

وأخرج الدلالات غير اللفظية، وهي: الدلالة الوضعية كدلالة السبب على المسبب، والدلالة العقلية كدلالة الأثر على المؤثر (٥).

وقولي: «وسياقها» قيد هام في إدخال مفهوم المخالفة، فإنه لا يفهم من اللفظ‍ المفرد، بل يفهم من النظم والتركيب.

ومثله على الصحيح دلالة مفهوم الموافقة لفظية فهمت من السياق والقرائن المفيدة للدلالة على المعنى الحقيقي لا المانعة من إرادته (٦) (،**).


(١) شرح الكوكب (٣/ ٤٧٤).
(٢) الإحكام للآمدي (١/ ٣٦).
(٣) شرح الكوكب (١/ ١٢٦).
(٤) انظر شرح الكوكب (٣/ ٤٨٣).
(٥) شرح الكوكب (١/ ١٢٥).
(٦) شرح الكوكب (٣/ ٤٨٤).
(**)) قد اهتم الأصوليون، واللغويون ببيان طرق دلالة اللفظ‍ على المعنى، فعقد ابن جني في خصائصه (٣/ ٩٨) بابا قال فيه: «باب في الدلالة اللفظية، والصناعية، والمعنوية» وشرع في بيان هذه الدلالات وأمثلتها من العربية، وكذا اعتنى بها الأصوليون عناية فائقة، وسبب ذلك أن بحثهم فيها كان لاستنباط‍ المعاني والأحكام من النصوص الشرعية، وخلاصة ما قالوا: إن دلالة اللفظ‍ على الحكم تنقسم إلى قسمين: دلالة منطوق، ودلالة مفهوم.
فدلالة المنطوق هي: ما دل عليه لفظ‍ في محل نطق.
وتنقسم إلى مطابقة، وتضمن، والتزام فدلالة المطابقة هي: فهم السامع من كلام المتكلم كمال المسمى. -

<<  <  ج: ص:  >  >>