للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال مفسر آخر منهم في تفسير هذه الآية: قال أبو عبد الله (١) - عليه السلام -:

إنمانزلت فينا خاصة أهل البيت في علي، وفاطمة، والحسن، والحسين، أصحاب الكساء (٢) - عليهم السلام -. اهـ‍ (٣).

وهذه القاعدة التي نحن بصدد التمثيل لها ترد وتبطل كذب الرافضة؛ وذلك أن عليا لم يتزوج فاطمة الزهراء إلا في المحرم من السنة الثانية (٤) للهجرة، ولم يولد لهما الحسن إلا في السنة الثالثة (٥)، والحسين في السنة الرابعة من الهجرة (٦) - رضي الله عنهم جميعا - وهذه السورة مكية، فكيف تكون نزلت فيهم، وعليّ لم يتزوج فاطمة فضلا عن أن يولد لهما أولاد!!! فهذا يدل على كذب القوم وبطلان ما يدّعون على كتاب الله، وقد أطال شيخ الإسلام ابن تيميه في إبطال تفسيرهم لهذه الآية، وأكتفي بذكر الأوجه التي لها تعلق بهذه القاعدة التي نحن بصدد التمثيل لها.

قال - رحمه الله -: الوجه الثالث: أن هذه الآية في سورة الشورى وهي مكيّة


(١) أي جعفر بن محمد بن علي بن أبي طالب، الملقب بالصادق، سادس أئمتهم، ولد سنة ثمانين، ورأى بعض الصحابة، كان ثقة مأمونا، مكثر في الرواية عن أبيه. افترى عليه الرافضة الأكاذيب، وقد توفي سنة ثمان وأربعين ومائة. تهذيب الكمال (٥/ ٧٤)، وسير أعلام النبلاء (٦/ ٢٥٥).
(٢) أصحاب الكساء عليّ، وفاطمة، والحسن، والحسين، وذلك لما جاء في حديث أم سلمة أنه لما نزلت آية إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (٣٣) [الأحزاب: ٣٣]، دعا النبي صلّى الله عليه وسلّم فاطمة وحسنا وحسينا فجلّلهم بكساء، وعليّ خلف ظهره ثم قال: «اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا». أخرجه الإمام أحمد في المسند (٦/ ٣٠٤)، والترمذي، كتاب التفسير، باب ومن سورة الأحزاب (٥/ ٣٢٧ - ٣٢٨)، والطبري في تفسيره (٢٢/ ٧)، وقال الترمذي حديث غريب، وحسّنه في موضع آخر (٥/ ٦٥٦)، وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي حديث رقم (٤٤٣٥).
(٣) نور الثقلين (٤/ ٥٧١ - ٥٧٢).
(٤) انظر الإصابة (٨/ ١٥٧).
(٥) انظر الإصابة (٢/ ١١).
(٦) انظر الإصابة (٢/ ١٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>