للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«المتعبد بتلاوته» أخرج الحديث القدسي.

«والمنزل» يخرج كلام الله الذي استأثر به - سبحانه -.

وتقييد المنزل بكونه «على محمد صلّى الله عليه وسلّم» يخرج به ما أنزل على الأنبياء قبله كالتوراة والإنجيل (١) اهـ‍.

وبنحو هذا التعريف عرّفه فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين - حفظه الله - فقال: بيان معاني القرآن الكريم (٢) اهـ‍ (**).

(**) ومما يعبر به بعض المفسرين عن تفسيرالآية، لفظ‍ «التأويل» كما يفعل ابن جرير الطبري - رحمه الله - فيقول: القول في تأويل قول الله - تعالى - .. ، أي القول في تفسير قوله - تعالي - .. والتأويل لغة، من الأول وهو الرجوع، فإرجاع اللفظ‍ وتصييره إلى معنى من المعاني التي يحتملها يكون تأويلا، ومنه قوله تعالى: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاّ تَأْوِيلَهُ} [الأعراف: ٥٣] أي تكشف عاقبته، ويقال آل الأمر إلى كذا أي صار إليه، وقيل أصله من الإيالة وهي السياسة، فكأن المؤول للكلام يسوي الكلام ويضع المعنى في موضعه، معجم مقاييس اللغة (١/ ١٦٠)، لسان العرب (١١/ ٣٣ - ٣٤)، البرهان في علوم القرآن (٢/ ١٤٨).

وللتأويل اصطلاحا عدة معاني:

الأول: تفسير الكلام وبيان معناه.

الثاني: أنه حقيقة الكلام وعين مقصوده، فتأويل الأمر هو الفعل المأمور به، فهذان المعنيان هما استعمال المتقدمين.

وأما «التأويل» في عرف المتأخرين هو: صرف اللفظ‍ عن المعنى الراجح إلى المعنى المرجوح لدليل يقترن به. وهذا المعنى الذي يتكلمون عليه في أصول الفقه ومسائل الخلاف في الصفات وغيرها، والمعنى الأول هو الذي بمعنى التفسير عند أهل التفسير، انظر مجموع فتاوى ابن تيمية (١٣/ ٢٨٨) وما بعدها.

ومن العلماء من فرّق بين التفسير والتأويل، وقد اختلفت أقوالهم في ذلك، جمع حامد أفندي العمادي، مفتي دمشق، المتوفى سنة ست وثلاثين ومائة وألف جملة منها في «رسالة التفصيل في الفرق بين التفسير والتأويل»، بلغت فيها الأقوال أكثر من أربعة عشر قولا. يقوم د. فهد الرومي بتحقيقها، وانظر جملة من هذه الأقوال في البرهان في علوم القرآن (٢/ ١٤٩)، والإتقان (٤/ ١٦٧).


(١) مذكرة مادة علوم القرآن للسنة المنهجية عام ١٤١١ هـ‍ ص ٣٤ له.
(٢) أصول في التفسير ص ٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>