للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى التأويل، أو التحريف، أو التشبيه، بل مذهبهم الإثبات بلا كيف، وبلا تمثيل، وبلا تحريف، ولم ينقل عنهم أنهم اختلفوا في تفسيرآية من آيات الصفات، بعضهم يثبتها وبعضهم ينفيها، لم ينقل عنهم مثل هذا البتة (١).

وهذا هو ما أثبته مفسرون أهل السنة من المتقدمين والمتأخرين كالطبري (٢)، والبغوي (٣)، وابن كثير (٤)، والقاسمي (٥)، والسعدي (٦)، والشنقيطي (٧)، وغيرهم.

قال شيخ الإسلام ابن تيميه: وقد طالعت التفاسير المنقولة عن الصحابة، وما رووه من الحديث، ووقفت من ذلك على ما شاء الله - تعالى - من الكتب الكبار والصغار أكثر من مائة تفسير، فلم أجد - إلى ساعتي هذه - عن أحد من الصحابة أنه تأول شيئا من آيات الصفات أو أحاديث الصفات بخلاف مقتضاها المفهوم المعروف، بل عنهم من تقرير ذلك وتثبيته، وبيان أن ذلك من صفات الله ما يخالف كلام المتأولين ما لا يحصيه إلا الله. وكذلك فيما يذكرونه آثرين وذاكرين عنهم شيء كثير. اهـ‍ (٨).

وكفى بمخالفة الصحابة والتابعين لهم بإحسان دليلا على بطلان قول مخالفهم.

والقول في باقي الصفات كالقول في هذه الصفة فالقاعدة ترد عليهم، وكذلك نفاة الأفعال والقدر، وغيرها من المحدثات التي أحدثت بعد عصر الصحابة، ويدخل في ذلك تفاسير الإشارات والباطنية قاطبة من باب أولى. والله أعلم.


(١) انظر مجموع فتاوى ابن تيمية (٦/ ٣٩٤).
(٢) جامع البيان (١/ ١٩١ - ١٩٢).
(٣) معالم التنزيل (٣/ ٢٣٥).
(٤) تفسير القرآن العظيم (٣/ ٤٢٢).
(٥) محاسن التأويل (٧/ ٢٧٠٢) وما بعدها.
(٦) تيسير الكريم الرحمن (٣/ ٣٨).
(٧) أضواء البيان (٢/ ٣٠٤).
(٨) مجموع فتاوى ابن تيمية (٦/ ٣٩٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>