للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نقل شيخ الإسلام ابن تيمية عن القاضي أبي يعلى (١) قوله: وقد اعتبر أحمد القرائن

فقال في قوله تعالى: {ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلاّ هُوَ رابِعُهُمْ} [المجادلة: ٧] قال: المراد به علم الله، لأن الله افتتح الآية بالعلم وختمها بالعلم. اهـ‍ (٢).

٢ - ومنهم إمام المفسرين ابن جرير الطبري: ففي معرض ترجيحه بهذه القاعدة في تفسير قوله تعالى: {كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما} [الأنبياء: ٣٠]، قال: وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال: معنى ذلك: أو لم ير الذين كفروا أن السموات والأرض كانتا رتقا من المطر والنبات، ففتقنا السماء بالغيث، والأرض بالنبات. وإنما قلنا ذلك أولى بالصواب في ذلك لدلالة قوله: {وَجَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ}

[الأنبياء: ٣٠] على ذلك، وأنه - جلّ ثناؤه - لم يعقب ذلك بوصف الماء بهذه الصفة إلا والذي تقدمه من ذكر أسبابه. اهـ‍ (٣).

٣ - ومنهم البغوي (٤): فقد اعتمدها ورجح بها (٥).


(١) هو شيخ الحنابلة محمد بن الحسين بن محمد البغدادي، صاحب التصانيف المفيدة في المذهب، أفتى ودرس وإليه انتهت الإمامة في الفقه مع معرفة بعلوم القرآن وتفسيره، توفي سنة ثمان وخمسين وأربعمائة. سير أعلام النبلاء (١٨/ ٨٩).
(٢) نقض أساس التقديس مخطوط‍ ج ٣ لوحة ٧ /ب، مصور في جامعة الملك سعود رقم (٥٥١/ ١).
تنبيه: لا يفهم من كلام الإمام أحمد أنه صرف اللفظ‍ عن ظاهره، لأنه ليس ظاهر المعية ومقتضاها أن تكون، ذات الرب مختلطة بالخلق. وذلك أن كلمة «مع» في اللغة إذا أطلقت فليس ظاهرها في اللغة إلا المقارنة المطلقة من غير وجود مماسة أو محاذاة، فإذا قيدت بمعنى من المعاني دلت على المقارنة في ذلك المعنى. انظر مجموع فتاوى ابن تيمية (٥/ ١٠٣ - ١٠٤) و (٦/ ٢٢).
(٣) جامع البيان (١٧/ ١٩) وانظر نحو هذا الترجيح في (٣/ ١٢٩) و (٩/ ١٢٩ - ١٦١) و (١٦/ ٩٩) منه، وفي الأمثلة التطبيقية على القاعدة أمثلة كثيرة.
(٤) هو: الحسين بن مسعود بن محمد البغوي، محيي السنة، أبو محمد، كان إماما في التفسير، والحديث، والفقه، مات سنة ست عشرة وخمسمائة. سير أعلام النبلاء (١٩/ ٤٣٩) وطبقات المفسرين (١/ ١٦١).
(٥) معالم التنزيل (٦/ ٣٥٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>