للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بحسب سياقه، وما يحف به من القرائن اللفظية والحالية. اهـ‍ (١).

٨ - ومنهم أبو حيان: قال - في معرض ترجيحه لأحد الأقوال -: ولأن الله مدح الراسخين في العلم بأنهم قالوا «آمنا به» ولو كانوا عالمين بتأويل المتشابه على التفصيل لما كان في الإيمان به مدح، لأن من علم شيئا على التفصيل لا بد أن يؤمن به. اهـ‍ (٢).

٩ - ومنهم الحافظ‍ ابن كثير: قال - في تفسير قوله تعالى: {أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ}

[الملك: ١٤]-: أي: ألا يعلم الخالق، وقيل: معناه: ألا يعلم الله مخلوقه؟ والأول أولى لقوله: {وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} (١٤) [الملك: ١٤]. اهـ‍ (٣).

١٠ - ومنهم العلامة ابن القيم: ففي معرض ترجيحه بهذه القاعدة، قال - معلقا على قول من قال في تفسير قوله تعالى: {ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ} [البقرة: ١٧]، إنه مثل للمنافقين وما يوقدونه من نار الفتنة التي يوقعونها بين أهل الإسلام -: وهذا التقدير - وإن كان حقا - ففي كونه مرادا بالآية نظر، فإن السياق إنما قصد لغيره، ويأباه قوله تعالى: {فَلَمّا أَضاءَتْ ما حَوْلَهُ} [البقرة: ١٧] وموقد نار الحرب لا يضيء ما حوله أبدا، ويأباه قوله تعالى: {ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ} وموقد نار الحرب لا نور له، ويأباه قوله تعالى: {وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُماتٍ لا يُبْصِرُونَ} (١٧) [البقرة: ١٧]. اهـ‍ (٤).

١١ - ومنهم العلامة محمد الأمين الشنقيطي: قال مقررا هذه القاعدة في مقدمة كتابه: ومن أنواع البيان التي تضمنها هذا الكتاب المبارك أن يقول بعض العلماء في الآية قولا، ويكون في نفس الآية قرينة تدل على بطلان ذلك القول. اهـ‍ (٥).


(١) مجموع الفتاوى (٦/ ١٤).
(٢) البحر المحيط‍ (٣/ ٢٨).
(٣) تفسير القرآن العظيم (٨/ ٢٠٦). تكون «من» على القول الأول فاعلا، وعلى القول الثاني مفعولا.
(٤) التفسير القيم ص ١١٧ - ١١٨.
(٥) أضواء البيان (١/ ٧٥)، وانظر نحو هذا التقرير والترجيح بها في المرجع نفسه (١/ ١٤١ - ٣٣١) و (٦/ ٧١ - ٥٨٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>