للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن بدع التفاسير تفسير بعضهم السليم باللديغ من خشية الله. اه‍ (١).

والعرب تطلق لفظ‍ السليم على اللديغ تفاؤلا بالسلامة، والسّلم: لدغ الحية (٢).

٣ - ومنهم ابن عطية: ذكر في تفسير قوله تعالى: {وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسارِبٌ بِالنَّهارِ} (١٠) [الرعد: ١٠] القول بأن معنى {مُسْتَخْفٍ:} الظاهر، من قولهم خفيت الشيء إذا أظهرته.

قال ابن عطية: وهذا القول - وإن كان تعلقه باللغة بينا - فضعيف؛ لأن اقتران الليل بالمستخفي، والنهار بالسارب يرد على هذا القول. اه‍ (٣).

٤ - ومنهم الإمام القرطبي: قال: فمن لم يحكم ظاهر التفسير وبادر إلى استنباط‍ المعاني بمجرّد فهم العربية كثر غلطة ودخل في زمرة من فسر القرآن بالرأي، والنقل والسماع لا بدّ له منه في ظاهر التفسير أوّلا ليتقي به مواضع الغلط‍، ثم بعد ذلك يتسع الفهم والاستنباط‍. اه‍ (٤).

٥ - وقد أشار إلى مضمون هذه القاعدة شيخ الإسلام ابن تيمية حين ذكر الخلاف الذي مستنده الاستدلال لا النقل، وذكر الجهات التي يكثر فيها الخطأ، وحصرها في جهتين.

قال: الجهة الثانية: قوم فسروا القرآن بمجرد ما يسوغ أن يريده بكلامه من كان من الناطقين بلغة العرب، من غير نظر إلى المتكلم بالقرآن والمنزل عليه والمخاطب به … فهؤلاء راعوا اللفظ‍ وما يجوز عندهم أن يريد به العربي من غير نظر إلى ما يصلح للمتكلم به ولسياق الكلام (٥). اه‍.


(١) الكشاف (٣/ ١١٨).
(٢) انظر مادة «سلم» في تهذيب اللغة (١٢/ ٤٥٠)، ومعجم مقاييس اللغة (٣/ ٩١)، ولسان العرب (١٢/ ٢٩٢).
(٣) المحرر الوجيز (١٠/ ٢٠).
(٤) الجامع لأحكام القرآن (١/ ٣٤).
(٥) مجموع الفتاوى (١٣/ ٣٥٥ - ٣٥٦) مختصرا، وانظر (١٥/ ٩٤) منه.

<<  <  ج: ص:  >  >>