للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كانوا ينقشون على الأبنية التي يحبسونها لجهة من جهات الخير خلاصة عن حجة الوقف لتقوم هذه الكتابة المنقوشة مقام الحجة المخطوطة التي كثيراً ما يخشى تلفها أو ضياعها.

ولكي ندل على الفائدة التي تنشأ عن مثل هذه الوثائق التاريخية المتينة يكفي أن نورد هنا كتابة من تلك الكتابات نقشت على جدران مسجد ساكرا كيا في طرابلس شام وهذا نصها:

بسم الله الرحمن الرحيم. وقف الجناب الكريم السيفي أقطرق الحجب هذا المكان المبارك مسجداً لله تعالى وتربة للدفن ووقف على مصالحه وعمارة أثاثه وتطاويقه جميع المزرعتين المتلاصقتين من عمل حصن الأكراد وهما مرج السلطان وقميره وجميع البستانين المتلاصقين بقرية دشعين من عمل طرابلس أحدهما يعرف بمسعود والأخر بابن الأفرحي وجميع الحوانيت الأربعة المتلاصقات بالصف الشرقي من سوق الحلاويين بطرابلس وجميع الدار الملاصقة للمسجد وجميع الآدر الثلاث المتلاصقات يخان المصريين بطرابلس وجميع الحصة الشائعة وقدرها النصف والربع من جميع الدار شمالي خان المهندس بالجسر العتيق وجميع الفرن المعروف بكر خولد للمسجد المذكور وقفاً شرعياً يبدأ من ربعة بعمارته وإصلاحه ويصرف منه في كل شهر أربعون درهماً لإمام بالمسجد المذكور وخمسون درهما إلى مؤذنين بالنوبة يؤذنان بمئذنة المسجد المذكور وثلاثون درهماً إلى قيم المسجد والتربة وخمسون درهماً إلى خمسة أنفار يقرؤون بالمكان المذكور حزباً كاملاً فرادى ومجتمعين وخمسة عشر درهماً في ثمن زيت وقناديل وآلة الكنس والاستسقاء ويرف في كل يوم الاثنين من كل أسبوع ثلاثة دراهم في ثمن كسوة من قميص ولباس رفيع وغير ذلك للأيتام والأرامل والفقراء المسلمين وما فضل بعد ذلك يصرف إلى من كان فقيراً محتاجاً من أولاد الواقف وأنساله ومن عتقائه بالسوية فإن لم يكن فيهم محتاج صرف إلى الفقراء المسلمين في باب التربة وشرط الواقف النظر لنفسه ثم للأرشد من أولاده وأنساله وإلى من كان أمير حاجب كبيراً بطرابلس وشرط الواقف أن لا يؤجر وقفه بأكثر من ثلاث سنين وليصرف هذا ولا تقدر عليه مظالم ولا مكوس حسبما تضمن ذلك كتاب الوقف المؤرخ بمنتصف القعدة الحرام سنة سبع وخمسين وسبعماية (٩تشرين ثاني ١٣٥٦م) الثابت المحكوم به بمجلس الحكم العزيز بطرابلس المحروسة ونقش ذلك في ربيع الأول سنة ستون (شباط ١٣٥٩م) وولاء لهذا المسجد من الماء بحق واجب نصف

<<  <  ج: ص:  >  >>