عنوان كتاب أصدره في هذا الشهر الأستاذ المستشرق جان سوفاجه من أعضاء المعهد الفرنسي في دمشق. والأستاذ سوفاجه الذي يعرفه أبناء دمشق هو ممن يقبعون في هذه المدينة منذ أكثر من عشر سنوات قضاها في التتبع والدرس ضمن نطاق معين محدود من الموضوعات العلمية حتى أصبح ذا اطلاع واسع وخبرة عميقة في آثار سوري التاريخية ومبانيها القديمة وكتابه الجديد الذي يقع في ١٣٠ صفحة مزينة بالصورة والمخططات والنقوش يحتوي على وصف دقيق لجميع المباني الأثرية في دمشق ولمحة عن تاريخها وقد صدره بمقدمة عن مدينة دمشق القديمة قبل الفتح الإسلامي ورسم مصورها القديم وأبوابها التاريخية كالباب الشرقي والباب الصغير مع تخطيط شوارعها كما كانت عليه في عهد الرومان ومن كان قبلهم متتبعاً بذلك شواهد التاريخ وبقايا الماضي محكماً الروابط بين الغابر والحاضر ثم درس بعد ذلك مدينة دمشق بعد دخول الإسلام إلها فأتى على ذكر جميع المباني الأثرية التي أنشئت فيها مع تعيين مواقعها على خرائط هندسية أضافها على الكتاب مفرداً لكل منها فصلاً خاصاً مبتدئاً بوصف البناء ورسم ما يجب من جهاته متطرقاً لبيان الآراء المختلفة عن أصل بنائه وتواريخ أصلاحه مضيفاً على ذلك رأيه الخاص وقد بلغ عدد الأبنية التي درسها وصورها وأتى على وصفها مائة بناء يمتاز كل ما كتبه عنها بالجلاء والوضوح والدقة في التتبع والدرس حتى أن الكتاب بتبويبه على هذا الشكل وتقسيم مباحثه وتأييدها بالرسوم والمخططات والصور هو أشبه شيء بكتاب مدرسي تسهل مطالعته حتى على من لم يألف هذا النوع من المباحثات ذات الشأن الكبير في تاريخ المدن والأمم وبيان مجدها التالد. وعلى الجملة فإن كتاب الأستاذ سوفاجه الجديد هو من خيرة الكتب القيمة التي نشرت في دمشق ومن أفيد ما يمكن ترجمته إلى العربية مما أصدره المستشرقون في هذه السنوات الأخيرة
الفكر والعالم
تأليف إبراهيم المصري، مكتبة سابا ومطبعتها. القاهرة ١٩٣٣
مجموعة مقالات في الأدب والاجتماع مذيلة برواية تمثيلية اسمهانحو النور بقلم السيد