للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إبراهيم المصري المحرر في جريدة (البلاغ) أحد أدباء الشباب المجددين في مصر. ويظهر إلى أكثر هذه المقالات التي تبحث في الحضارة والآلات)

وفي معنى الحضارة وعن الفنون والآداب في عصر الآلات واضطراب أوربا وعنمارسيل بروست القصصي الفرنسي العبقري وعن شارل بودلير الشاعر العبقري وعن (غرام ميشيل أنجلو) وعن كتاب أندريه موروا في الشاعر الإنكليزي (بيرون) - نقول يظهر على هذه الدراسات وكذلك على الرواية التمثيليةنحو النور في خاتمة الكتاب تأثير الأدب الغربي واضحاً حتى يخيَّل إليك أن بعضها مترجم عن اللغات الأجنبية أو مقتبس عنها على الأقل.

إلا أننا نلمس في جميعها إطلاعاً واسعاً على الآداب الغربية ومعرفة جيدة بتطورات الفكر الحديثة. ويجب أن نعترف بأن أكثر أدباء العرب ما زالوا بعيدين عن الخوض في المسائل التي يتعرض إليها السيد إبراهيم المصري.

وفي الكتاب نص محاضرة للمؤلف في المثل الأعلى للفرد والمجتمع في مصرتدل على روح طيبة، محبة للإصلاح، شديدة الإخلاص ولى فكر ثاقب ونظرة عميقة. ويعجبك في السيد إبراهيم المصري صراحته وجرأته في تسمية الأمور بأسمائها. فهو يقول:

إن الرخاوة دبت فينا. وعدم الاكتراث قد سمنا والمصلحة العامة أبعد ما تكون عن تفكيرنا. وإننا نفترش بلادنا كما يفترش الفاسق جسم الغانية يروي منه شهوته ثم يلتقي بها متاعاً للآخرين

ثم يتكلم عن المثل الأعلى قائلاً:

إن المثل الأعلى لبلادنا منذ نصف قرن مضى هو أن تصبح قطعة حية من أوروبا وأن تحتفظ في نفس الوقت بجوهر ثقافتها الشرقية. فماذا فعلنا لبلوغ تلك الغاية في نصف قرن؟

لقد قبلنا الحل الوسط وجعلنا البلد مزيجاً غريباً من التقاليد الشرقية البالية والإصلاحات الغربية. نظمنا المدن وجعلناها متعة للأجانب وأصحاب رؤوس الأموال وتركنا الفلاح في الريف فريسة الاستبداد والمرض يسكن حظيرة تعاف سكناها الكلاب. أما العلم فقد القينا به بين براثن الشركات الأجنبية تستغل شبابه ورجولته ثم تلفظه عند مقدم الشيخوخة دون تعويض يكفل راحته.

أردنا النهوض بالأسرة المصرية فأرسلنا بالمرأة إلى المدارس لتتعلم ثم أبقينا في الوقت

<<  <  ج: ص:  >  >>