الموجود فيه يكفي لخنقه بينما لا ينجم عن تدخين هذا (السيكار) ضرر محسوس. وقد أظهرت التجارب أن مقدار النيكوتين الذي ينتقل مع الدخان لا يبلغ (٢٠) في المائة من مجموع السيكارة. ثم تبين من جهة أخرى أن النيكوتين يكون قليلاً جداً في أول التدخين ويزداد في آخر السيكارة لأنه يتراكم أثناء التدخين في القسم الأخير من السيكارة. ومن الحقائق المهمة التي كشفت عنها التجارب أن كمية النيكوتين تزداد بمقدار سرعة التدخين. ولذلك فإن ضرر التبغ يقل كثيراً إذا نحن التزمنا التأني والتمهل في التدخين. وينصح الأستاذ (فون موللير) جميع المدخنين الذين يريدون العناية بأمر صحتهم أن يحاذروا السرعة والعجلة في التدخين فإنه كلما كان التدخين بطيئاً كان ضرره قليلاً.
عمر الوالدين وصحة الأولاد
مازالت المباحث تدور منذ القدم حول معرفة العلاقة بين عمر الوالدين وبين حالة الأولاد الجسمية والروحية. وقد اختلفت آراء العلماء في هذه المسألة التي لها أهمية كبرى سواء من الوجهة الصحية أو الوجهة الاجتماعية. وقد قام أخيراً الطبيب (بنهولد - تومسن) في (مونيخ) بمباحث دقيقة لمعرفة إذا كان لتقدم الوالدين أو أحدهما في السن من تأثير في حالة الأولاد الصحية والروحية. ظل (بنهولد - تومسن) مدة عشر سنوات تقريباًمن١٩٢٠ - ١٩٢٩مننقطعاً إلى درس هذا الموضوع فكان عدد الأطفال الذين استطاع فحصهم في مستشفى جامعة (مونيخ) ١٣٥١٦وقد قسم مباحثه إلى عدة مواضيع فرعية مثل
(١) تأثير تقدم الوالدة في السن،
(٢) تأثير تقدم الوالد في العمر،
(٣) تقدم الوالدين سوية في العمر،
(٤) تأثير الفرق الكبير بين عمر الوالدين،
(٥) درجة الطفل في الولادة أي هل هو أول ولد أم الثاني أم الثالث وتأثير ذلك، (٦) فرق المدة بين مولود وآخر.
وإذا بحثنا في كل واحدة من هذه المسائل نرى آراء العلماء لا تزال في اختلاف شديد فيما يتعلق بتأثير عمر الوالدة في الطفل. وبينما يقول البعض أن (٣٠) سنة تعتبر متأخرة لولادة النساء يدعى غيرهم أنه حتى سن الأربعين أيضاً لا ينشأ عنها أضرار للمولود وقد