للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بعد أن استرشدا بإرشادات اسكوبار (١٧٧٦) وهو أول من أشار بتعقيم تفلات المسلولين وقعاً في نابولي على ذلك القرار التاريخي الشهير في٢٠أيلول سنة ١٧٨٢وأذيع على الملأ بأمر الملك فرديند في الشوارع بعد النفخ في الأبواق تنبيهاً للشعب وخلاصتهأن يعزل المسلول بعد أن يتحقق مرضه وأن كل طبيب يعاين مسلولاً ولا يعلن أمره يغرم في المرة الأولى غرامة كبيرة وإذا عاد إلى اقتراف هذا الجرم ينفى عشر سنوات

وقد تغلبت فكرة بوسكيون في فرنا وبعض أجزاء أوربة حتى الربع الأخر من القرن التاسع عشر إذ كشفت عصيات كوخ لأن اختبارات فيلمن عن التلقيح بالسل لم تثبت في البدء عدوى هذا الداء.

ومن الوجوه الساطعة في القرن الثامن عشر برسيفال بوت (١٧١٣ - ١٧٨٨) الذي وصف سل الأجسام الفقرية فسمي باسمه داء بوت وكان يعالجه بكي الأقسام الناتئة من العظام المصابة وقد وصف أيضاً الشلل المرافق له ونسبه إلى تخرب النخاع الشوكي فقد قال تتنخر أجسام الفقار ويخرب القسم الغضروفي بينها فيضغط النخاع الشوكي ويصاب بالتبدل وشل المريضونسب هذا المرض إلى الداء الخنازيري ونفى علاقته بالمرض وقد كتب عنه ما حرفهإن المرض الذي يحدث هذه الأحوال في النخاع الشوكي والأقسام المجاورة له هو الداء الخنازيري أعني به المرض نفسه الذي يكتنف الشفة العليا ويضخم عقد العنق وتحت الذقن ويحدث سعالاً جافاً متعباً وضخامة وتنخراً في العظام الأخرى فإذا كان أبقراط قد وصف سلي المفاصل والعنق ولم يعلم سببهم بل وصفه لهما ذلك الوصف الجميل كان ينطبق على ما نشاهده اليوم من أعراضهما فإن برسيفال بوت قد بين علاقة تنخر الفقار بالسل أو بالداء الخنازيري فلا أحق منه بأن يسمى هذا الداء يبقى اسمه خالداً تردده من بعده السنة الأطباء أيد الدهر.

نصل الآن إلى القرن التاسع عشر وهو القرن الذي كشف به النقاب عن السل فبدا أمره جلياً. نرى في بدء هذا القرن غسبار لورن بايل (١٧٧٤ - ١٨١٦) الذي درس السل الرئوي درساً دقيقاً وبين أن الدرنية الرئوية تتلين وذكر أنه كان يرى في جثث المسلولين درنيات عديدة مشابهة للدر نيات الرئوية في الأعضاء الأخرى الكبد والكلية والماساريق وغيرها غير أنه لم ير منها في الدماغ وقد نسب جميع هذه الدر نيات إلى سبب واحد حتى

<<  <  ج: ص:  >  >>