كيف وأين بدأت الحضارة فأخذ الإنسان يحرث الأرض ويزرعها ويستثمر خيراتها، إن الحفريات الأثرية التي أجريت حتى أيامنا هذه تدل على أن مهد العمران كان في العراق أو في محلات قريبة من العراق. ويقدر العلماء حسب الحفريات التي في العراق ومصر أن الإنسان قد بدأ يستثمر الأرض بالزراعة قبل عشرة آلاف سنة تقريباً. فإن تاريخ مصر يرجع إلى ستة آلاف سنة قبل الميلاد. وقد كان المصريون في ذلك الوقت يحرثون الأرض الأرض ويزرعونها ويظهر أن العراق قد تقدمت مصر في الحضارة. فإن مدينة (أور) التي تم حفر آثارها في المدة الأخيرة كانت قائمة قبل الميلاد بأربعة آلاف سنة. ولا يمكن لمدينة كبيرة مثل هذه أن تعيش دون أراضٍ واسعة حولها للزراعة تقوم بحاجاتها وكذلك لا بد من وجود قوانين مرعية لتأمين التجارة وللمحافظة على الأرواح والأموال. ومن الاكتشافات الهامة التي وصل إليها التاريخي إنه كانت هناك علاقات تجارية بين المدن العراقية القديمة والمدن الهندية في حوضة نهر (السند). وكانت منتوجات الهند تنقل الغرب كما ظهر من الحفريات في بلاد الحيثيين بالأناضول. مثل هذه الحياة المدنية لا يمكن أن تكون إلا نتيجة تطور طويل مضى عليه آلاف السنين. ويقدر العلماء لذلك مبدأ عمران الأرض والزراعة قيل عشرة آلاف سنة من تاريخنا الحاضر. وقد انتقلت الزراعة بعد ذلك من آسيا إلى أوروبا وتدل الظواهر على أن هذا لم يحدث إلا متأخراً قبل ثلاثة آلاف سنة من الميلاد.
التقلبات الجوية
هناك عقيدة عامة بأن ليس لتقلباتالطقسقاعدة ثابتة وإن أحوال الجو لا تعرف شيئاً من النظام والاطراد في تبدلها. ولكن التدقيق المستمر والبحث العلمي يثبتان أن تبدلات الحالة الجوية أيضاً لها قوانين مقررة. فإن ثبات الجو وتقلباته تسير حسب نظام خاص ولو أنه كثير التركيب والتعقيد. وهكذا نرى علم أحوال الجو قد تخلى عن العقيدة التي تجعل الجو تابعاً لمجرد الصدف وأخذ رجال هذا العلم يسعون الآن لتقرير قوانين وقواعد لجميع المظاهر الجوية. ولاشك في أن هذا العمل يحتاج إلى جهود علمية وفنية كبيرة. وقد وضع العلماء في المدة الأخيرة بعض نظريات ومبادئ عامة لمعرفة تقلبات الطقس منها نظريةتنفس الفضاءالتي تقول أن القارات إذا بردت تنكمش الطبقات الجوية العالية فوقها ويهجم عليها الهواء من البحار. في هذه الأثناء يبقى الجو ثابتاً على حالة واحدة لا تتغير