اتفقت معهم على ذلك. فأعلن الملك وأقيمت حفلة التتويج يوم ٨ آذار سنة ١٩٢٠ وحضرها ممثلو فرنسا بصورة رسمية.
ولم يمض على حفلة التتويج إلا بعضة أسابيع حتى بدأ الأتراك بالتعدي على حدود سوريا فقرر الجنرال غورو أن يوجه إلى الشمال قوة من الجيش الإفرنسي المرابط في الساحل عن طريق الخط الحديد بيروت - رياق - حلب - قطمة وأوعز إلى ممثليه في دمشق أن يطلبوا من حكومة جلالته المساح للجيش الإفرنسي بالمرور في سوريا، فاستدعاني جلالته إذ كنت رئيساً للوزارة، وسألني رأيي فعرضت عليه الموافقة على أن نضم نحن أيضاً قسماً من جيشنا إلى القوة الفرنسية لأن الدفاع عن سوريا يقع في الدرجة الأولى على عاتق السوريين ولولا أن تعدى الأتراك على سوريا يقع في الدرجة الأولى على عاتق السوريين غير كافية لما سمحنا لفرسنا بالدفاع عن بلادنا ولكن فرنسا قد أخذت على عاتقها مهمة الدفاع عن بلادنا كحليفة لنا أو منتدبة علينا فوجب علينا والحالة هذه أن نشكر لها صنيعها ونشاركها في الدفاع بضم قسم من جيشنا إلى جيشها، وربما أدى هذا الأمر في المستقبل إلى حفظ صلاة المودة وروابط الصداقة بيننا. فأظهر سروره لرأيي وارتياحه لفكري. ولكنه أراد في الوقت نفسه أن يستشير بعض رجال السياسة فلما استشارهم أشاورا عليه بعشك ما رأيت وأصروا عليه وتعصبوا لرأيهم فاعتمد رحمه الله على أمانتهم وصدقهم ورفض ما طلبه الإفرنسيون منه فاضطر الجنرال غورو إلى نقل الجيش بحراً إلى شمالي اسكندرون وإلى نقله من هناك براً إلى منطقة الحرب. فانقضى الوقت بدون فائدة ولذلك اضطررت الدولة الفرنسية إلى حل الخلاف بينها وبين تركيا بصورة سلمية على أساس التفاهم فأرسلت معتمدها المسيو (فرانكلين بويون) إلى انقره لينفق مع الأتراك على حسن الجوار فما كان منهم إلا أن أملوا إرادتهم على الفرنسيين فخسرت سوريا بعض بلدان المنطقة الشمالية وتبدل شكل الإدارة في لواء اسكندرون.
إن ثقة جلالته برأي الذين استشارهم وإيمانه بصدقهم واعتماده على حسن نيتهم كل ذلك أدى إلى توتر العلاقات السياسية بينه وبين الإفرنسيين. فازدادت العقبات في سبيل تحقيق أمانينا ووصلنا إلى الوضع الحاضر الذي نحن فيه.
ثم أن توتر هذه العلاقات السياسية جعل الفرنسيين، توطيداً لنفوذهم في الداخل، يطلبون من