وضمت إلى لبنان الذي كان ألحق به قبلا طرابلس وعكار وصيدا وصور ومرجعيون فسمي لذلك الآن بلبنان الكبير ثم أعقب ذلك تقسيم آخر جعل جبل الدروز وجبل العلويين بشكلهما الحاضر.
وتدل جميع الظواهر دلالة واضحة على أن الذين وضعوا تلك العراقيل في سبيل المرحوم الملك فيصل حيثما كان يجاهد ويسعى لإعلاء شأن الأمة وتأمين استقلالها ووحدتها - إنا كانوا مدفوعين إلى ذلك بمسائق الجهل أو بإيعاز وتغرير غير عائبين بنتائج أعمالهم الهدامة.
ومن الغرائب التي وقعت في ذلك الحين هو أن أعضاء الوزارة التي ألفها المرحوم عند مغادرته البلاد قطعوا له العهود على أنفسهم بانهم لن يأتوا أي عمل دون الاستئذان منه وصدور إرادته بصفته مليك البلاد الشرعي وبأنهم سيسعون جهدهم لإزالة سؤ التفاهم بينه وبين السلطة الإفرنسية معربين عن أملهم القوي في التوفيق لذلك.
ولكنهم هم أنفسهم أسرعوا، بينما كان المرحوم لا يزال في طريقه إلى درعا وأمروا متصرف حوران وقائدها أن يبلغا جلالته لزوم مغادرته سوريا في الحال دون أي توقف في درعا وأن يعيدا جميع الأشخاص السوريين من حاشيته إلى دمشق.
وأغرب من ذلك وأدعى إلى الأسف الذين كانوا يعيشون في نعمته وتحت ظله لم يتأخروا، عندما شعروا بما وقع بينه وبين الإفرنسيين من سوء التفاهم عن تنظيم العرائض يطلبون فيها من الإفرنسيين إخراج جلالته من البلاد لأنه غريب عنها وفي هذا العمل ما فيه من سوء الأخلاق ودناءة الطبع وقد صدق من قال: اتق شر من أحسنت إليه.
وقد غادر جلالة المرحوم درعا إلى مصر ثم إلى أوروبا وصادف آنئذان قامت ثورة خطيرة في العراق ضد الانكليز فطلبت حكومة لندن من جلالته الذهاب إلى العراق تهدئة الثورة فقبل بذلك واقترنت جهوده بالنجاح فنودي به بعد إعادة النظام في آب ١٩٢١ ملكاً على العراق. وهناك ظهرت مزاياه السامية وثبتت مقدرته الكبيرة وتمكن في زمن قصير من تأسيس مملكة مستقلة في العراق الذي ارتفع عنه الانتداب أخيراً وأصبح عضواً في جمعية الأمم.
أراد، رحمه الله، أن يعيد مجد الأمويين في سوريا فأبت الحظوظ عليه ذلك ولكنها ساعدته