في العراق لإعادة مجد العباسيين. وتجاه ذلك أليس هم السوريين الذين ينبغي عليهم أن يندبوا حظهم؟
وقد ظل جلالته، رغم ما لقيه من المعاكسة في سوريا لا يترك فرصة إلا ويعرب فيها عن حفظة لذكرى هذه البلاد التي كان يقول أنه لا ولن ينساها وأنه سيسعى جهده لخدمتها مهما اعترضه من الموانع وذلك لعلمه بأن سوريا هي قلب البلاد العربية النابض ودماغها المفكر.
وقد كان وهو على عرش العراق يعمل جميع ما في استطاعته لإزالة سوء التفاهم بينه وبين الإفرنسيين حتى وفق أخيراً بالفصل لتحسين علاقاته معهم.
وكانت فكرة توحيد القطرين من أكبر الشواهد على رغبته وسعيه في خدمة سوريا. وقد حصل التفاهم بينه وبين كبار الساسة الإفرنسيين على هذه الفكرة عندما زار باريس رسمياً في سنة ١٩٣١.
ولأجل تحقيق هذه الفكرة رأى الطرفان أنه من الضروري المباشرة في تمهيد الطريق وتهيئة الوسائل لها في القطرين. وأخذ جلالته رحمه الله، على نفسه القيام بهذه المهمة في العراق. وعهد بأمر سوريا إلى الرجال السوريين الذين كانوا حوله إذ ذاك في أوروبا والذين كان يظن فيهم الإخلاص والأمانة. على أنه بينما كان هؤلاء يحبذون من جهة فكرة جلالته ويقطعون العهود بالدعوة إليها إذا بهم من جهة أخرى يسعون في سوريا لمعارضتها وبذلك اقترفوا سيئة جديدة لا تغتفر تضاف إلى ما سبق لهم من الأعمال في معاكسة جلالته ووضع العراقيل والموانع في طريقه.
كان رحمه الله متشبعاً بالفكرة العربية وروح النهضة وظل رغم الحوادث التي مر ذكرها والعراقيل والموانع التي صادفها يعتري همته الوهن ولا يتسرب إلى قلبه اليأس. لقد كان شديد العزيمة، ثابت العقيدة، قوي الإيمان كبير الأمل يعمل بكليته للوحدة العربية ويسعى لتذليل جميع الصعاب التي تعترض هذه الغاية الشريفة. وكانت جميع أعماله تتم عن إخلاص وجد وحسن نية، وكان يعتبر عرش العراق ليس إلا كواسطة لتحقيق فكرة الوحدة العربية.
وإن أنسى لا أنسى اليوم الذي استدعاني فيه جلالته قبل سنتين إلى عمان بعد عودته من