العرب بني ربيعة، وأميرهم إذ ذاك مراء بن ربيعة فتقدم عسكر جوسلين قدامه فضل جوسلين عنهم ووقع عسكره على العرب وجرى بينهم قتال شديد انتصر فيع مراء بن ربيعة وقتل وأسر من الفرنج عدة كثيرة اه -.
ثم انقسم آل ربيعة إلى ثلاثة أفخاذهم المشهورين ومن عداهم أتباع لهم وداخلون في عددهم ولكل من الثلاثة أمير مختص به. وهم آل فضل بن ربيعة وآل مراء ابن ربيعة وهو أخو فضل وآل علي بن حديثة بن عقبة بن فضل بن ربيعة. قال القلقشندي في نهاية الأرب: قال الحمداني هؤلاء سادات العرب ووجوهها ولهم عند السلاطين حرمة كبيرة وصيت عظيم إلى رونق في بيوتهم ومنازلهم وفد منهم فرج بن حية على الملك المعزايبك صاحب مصر (٦٤٨ - ٦٥٥) ونزل بدار الضيافة وأقام بها أياماً فكان مقدار ما وصل إليه من عين وقماش وإقامة له ولمن معه ستة وثلاثين ألف دينار. قال واجتمع أيام الظاهر بيبرس جماعة من آل ربيعة وغيرهم فحصل لهم من الضيافة خاصة في المدة اليسيرة أكثر من هذا المقدار كل ذلك على يدي. قال ابن فضل الله العمري المتوفي سنة ٧٤٨ في مسالك الأبصار: قال الحمداني هذا واستكثره فكيف لو عمر إلى زماننا ورأى إليهم إحسان سلطاننا (يعني السلطان الملك الناصر بن قلاوون) والعطايا كيف كانت تفيض عليهم فيضا من الذهب العين بمئات الألوف والخلع والأطلس بالأطرزة المزركشة وأنواع القماش المفصل لملوكهم بالسمور والوشق والسنجاب والبراطس واللمع والباهي والعنابي من السكندي والمصنوعات المجوهرة وأنواع المزركش لنسائهم والسكر المكرر والأشربة المختلفة بالقناطير المقنطرة إلى ما ينعم به على أعيانهم من الجواري الترك والخيل للنتاج والفحول للمهائر مع ما يطلق لهم من الأموال الجمة من الشام ويقطع باسمهم من المدن والبلاد ويملك لهم من القرى والضياع ويعطى علماؤهم ويجري للائذين بهم والنجاة بجاههم من المكافآت العالية والشفاعات المقبولة في استخدام الوظائف وترتيب الرواتب والإطلاق من السجون والمراعاة في الغيبة والحضور إلى غير ذلك من تجاوز أمثال الكفاية في الإنزال والمضيف لهم ولأتباعهم منذ خروجهم من بيوتهم إلى حين عودتهم إليها مع مواكلة السلطان في مدة أقامتهم بحضرته غداء وعشاء والدخول في المحافل والخلوات وملازمته في أكثر الأوقات. . . الخ.