على أنه يجب الملاحظة بأن هذه المشاهدات لا تنطبق على الأشخاص الذين يولدون سوية فقط بل ينبغي أن يكون التوائم من (بويضة) تناسلية واحدة لأننا في هذه الحالة وحدها نستطيع أن نقول باتفاق العوامل الوراثية أما إذا اختلفت (البويضة) فإنه من الممكن أن نشاهد اختلافات ظاهرة بين التوأمين ولو عاشا في بيئة واحدة وتحت شروط واحدة. . .
وقد استنتج العلماء من هذه المشاهدات أن شخصية الإنسان تابعة للعوامل الوراثية أكثر منها لمؤثرات البيئة والمحيط.
وليست محاولات إصلاح النسل التي تقوم بها حكومة (هتلر) في ألمانيا سوى نتيجة عملية لهذه النظريات.
السيد ممدوح الشريف
توفي خلال شهر كانون الثاني السيد ممدوح الشريف نابغة الخطوط العربية عن عمر يناهز الستة والأربعين، وذلك في المستشفى الوطني بدمشق بداء الرئة الذي لم يمهله إلا أياماً معدودة.
والمرحوم من عائلة عريقة في المجد إذ ينتسب إلى الشريف عون أحد أشراف مكة وكان أبياً، كريماً، تخرج على يديه كثير من الخطاطين، واكتسب الدرجة الأولى في مسابقة وزارة المعارف لانتخاب خطاط للمدارس التجهيزية، وإليه يرجع الفضل في تتبع الخطوط القديمة وتصحيح الخط الديواني والكوفي، وكان يجيد مئة وخمسين خطاً وقد ترك آثاراً فنية قيمة. ونال في حياته الجائزة الأولى الممتازة في الخطوط من معرض الصناعات الوطنية بدمشق عام ١٩٢٩ كما نال مثل هذه الجائزة من المعرض العربي بفلسطين.
وقد كان مولعاً بالخط ولع الفنان بفنه ولا غرو فإن الخط العربي هو من الفنون الجميلة التي لا تقل قيمة عن الفنون الأخرى.
تحت سماء دمشق
إذا ذكرنا فقر هذه البلاد في كل شيء وقلة المناصرة التي يلاقيها أصحاب الفنون، والعراقيل التي تعترض سبيلهم فتمنع تجويد العمل وإتمامه على الوجه المرغوب. وإذا ذكرنا أن دمشق لا تزال بعيدة عن المساهمة في رقي العالم الفني - لم يسعنا إلا التهليل