شهرة كبيرة في الكتابة، فإذا عدت إلى أميركا، فعلي أن أقارع وأطاحن.
إن شهرة كبيرة يحرزها فنان، تمهد أمامه كل سبيل، ولكن أمامه وحده، دون أن يكون منها أي أثر يعود على أبناء جلدته. ولهذا السبب فقد اعتقدت كأكثر الشبان المفكرين من الزنوج، بالمساواة في التفكير وذلك لأننا ندل على أنفسنا بنوع إنتاجنا. وإذا نشرت غداً رواية كبيرة أنال الشهرة وأدعى للسهرات والحفلات والمجتمعات الخاصة بالبيض فأصبح وكأني اوروزماك كلومندن أو كاني هايز، فيتحدثون بنبوغي الشخصي ويثنون على عبقريتي ولقد أسمع أحدهم يقول: إنه من دواعي الأسف أن لا يكون جميع الزنوج مثلك وموضع السخرية في هذا القول أن الزنوج ليسوا جميعهم مثلي وهل يتأتى لقوم من الأقوام أن تكون جميع أفراده شعراء وفنانين.
إن ذلك كله سخافة تامة والحل الوحيد الذي يلجأ إليه الفرد للخلاص من ذلك هو مغادرة أمريكا والعيش في بلاد أقل همجية منها وهذا هو ما فعلته. ولكن الحال ظلت على ما هي عليه بشأن أبناء قومي السود وكما كتبت مؤخراً في إحدى قصصي: لقد تركت أنا الزنجي أمريكا فراراً من شيء هو أعظم قوة مني لم استطع احتماله تاركاً أخواني هنالك هدفاً للألم والعذاب ولعل هذا هو عاطفة قومية أكثر منه حقيقة واقعة لأني كالكثيرين من الزنوج رأيت الغاية في أن أكون أنا كما أنات وأني أؤمل أن لا يحمل كلامي هذا على محمل الشكوى لأن في الزنوج أناساً أدنى مني ينجحون بينما أجد جميع كل أبواب الأعمال التي أجيدها مغلقة في وجهي وأتحمل عذاب ذلك بدلاً من أن أحرم من هذه الأنغام التي تشعر كأنها قطعة من روحي. إن في أميركا عزاءً كبيراً. فقد تعلمت فيها أشياء كثيرة. ولقد علمت عندما كنت أعمل كخادم رافع، وحزام بضائع (ايرا الدردج) الزنجي وهو يعد من بين أبين الروائيين الكبار في أوروبا وأن (بوتشكين) كان نصف زنجي وأن أم (دوماس الروائي) كانت سوداء، وإن صناعة النحت الأفريقية تعد فناً راقياً، وإن الأناشيد الروحية الزنجية هي موسيقى أمريكا الوطنية الوحيدة. وعرفت أيضاً أن لون جلدي الأسود، هو خطيئتي الوحيدة التي لا تغتفر. على أن مدير المكتب كنت أعمل فيه كحزام بضائع، كان يعهد إلي دائماً أن أتكلم بالتلفون لأنه كان للهجتي الانكليزية ورنة صوتي تأثير حسن في الزبائن ولأنه لم يكن في لهجتي وفي صوتي ما يدل على لوني. وذقت المرارة أيضاً، تلك