يقصد من كلمة ثورة العناصر الانقلاب العظيم الذي حدث في السنين المتأخرة في صنع كثير من المواد واستعمالها وقد كان من الصعب قبل سنوات قصيرة إقناع الناس بأنه في الإمكان استحصال السكر من الخشب والبنزين من الفحم والحرير من القطن. وهذا كله أصبح مستطاعاً في أيامنا. . .
فإن الصناعة الحديثة أخذت الآن تصنع من الهواء كثيراً من المواد المفرقعة المخيفة وتقلب الإحراج حسب مشيئتها إلى حرير اصطناعي أو إلى سكر أو غير ذلك.
وإليك بعض الأمثلة عن هذا الانقلاب في استخدام العناصر:
١ - زجاج لا ينكسر
إن استعمال الزجاج قديماً جداً ونحن نجده اليوم في قبور المصريين القدماء التي يرجع عهدها إلى أربعة آلاف عام. ورغم التحسينات الكثيرة التي تمت في صنع هذه المادة واستخدامها فإن صفة الإنكسار ظلت ملازمة لها طول هذه المدة. ولكن اليوم يمكن صنع زجاج غير قبل للإنكسار ولا شك في أن رجال الصناعة والفن قد وجهوا اهتماماً زائداً للزجاج في المدة الأخيرة لكثرة الحاجة إليه في البناء وفي وسائط المسير. وقد أصبح الزجاج اليوم من أهم المواد التي يستخدمها الفن المعماري إذ أن الأبنية الحديثة إنما تقوم على الحديد والبلور.
ولأجل الاحتراز من حوادث الاصطدام التي كثرت اليوم بين السيارات وغيرها من الوسائط النقلية التي ترجع أسباب الأخطار فيها إلى انكسار الزجاج قطعاً جارحة أخذت المعامل تصنع زجاجاً لا يتطاير في الهواء إذا انكسر وذلك بوضع طبقة نباتية ف تركيب الزجاج.
وفي المدة الأخيرة اكتشفت طريقة جديدة تستغني عن المادة النباتية وتعامل الزجاج عند صنعه بصورة خاصة يصبح معها غير قابل للإنكسار. وإذا وضعت أثقال كبيرة على هذا الزجاج فأنه لا ينكسر بل يلتوي وذلك غريب جداص في مادة مثل الزجاج.
٢ - البنزين من السكر
لم نكن قبل سنوات قصيرة نفهم من السكر إلا أنه مادة ذات طعم حلو تستخرج من قصب