للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتناهت إليه الغرائب وانثالت في يده الرغائب ومع ذلك فإن إقامته بها لم تتجاوز أشهراً، ومات وهو قاض بها ولما سافر إلى مصر اجتاز في طريقه معرة النعمان وبالمعرة يومئذ أبو العلاء المعري فأضافه وقال قصيدة منها:

والمالكي ابن نصر زار في سفر ... بلادنا فحمدنا النأي والسفرا

إذا تفقه أحيا مالكاً جدلاً ... وينشر الملك الضليل إن شعرا

ولصاحب الترجمة شعر كثير أجلى من الصبح وألفاظه أحلى من الظفر بالنجح ومن ذلك:

طلبت المستقر بكل أرض ... فلم أرَ لي بأرض مستقرا

ونلت من الزمان ونال مني ... فكان مناله حلواً ومرّا

أطلت مطامعي فاستعبدتني ... فلو أني قنعت لكنت حرا

وقوله:

متى تصل العطاش إلى ارتواء ... إذا استقت البحار من الركايا

ومن يثن الأصاغر عن مراد ... وقد جلس الأكابر في الزوايا

وإن ترفُّع الوضعاء يوماً ... على الرفعاء من إحدى الرزايا

إذا استوت الأسافل والأعالي ... فقد طابت منادمة المنايا

ألّف تآليف كثيرة مفيدة في فنون من العلم منها: النصرة لمذهب مالك في مائة جزء فوقع الكتاب بخطه بيد بعض قضاة الشافعية فألقاه في النيل والمعونة بمذهب عالم المدينة والأدلة في مسائل الخلاف وشرح رسالة ابن أبي زيد والممهد في شرح مختصر ابن أبي زيد أيضًا صنع فيه نحو نصفه وشرح المدونة وله التلقين وشرحه لم يتم والإفادة في أصول الفقه والتلخيص في أصوله الفقه وعيون المسائل في الفقه وأوائل الأدلة في مسائل الخلاف والإشراف على مسائل الخلاف والبروق في مسائل الفقه، مولده في شوال سنة ٣٦٣ هـ وتوفي سنة اثنتين أو إحدى وعشرين وأربعمائة وقبره قريب من قبر ابن القاسم وأشهب [١٠٣٠م].

٣٠٣ - وأخوه أبو الحسن محمَّد: كان فاضلاً عالماً أديباً صنف كتاب المفاوضة للملك العزيز أبي منصور طاهر بن بويه، توفي سنة ٤٣٦ هـ[١٠٤٤م].

<<  <  ج: ص:  >  >>