١٧٧٩ - السنة في اللغة الطريقة المسلوكة وهي إذا أطلقت تنصرف للطريقة المحمودة وقد تستعمل في غيرها مقيدة كقول النبي - صلى الله عليه وسلم - ـ:"مَن سنّ سنّة سيئة كان عليه وزرها ووزر مَن عمل بها إلى يوم القيامة" رواه مسلم. وتطلق في عرف الشرعيين على قول النبي - صلى الله عليه وسلم - وأفعاله وتقريراته أعني عدم إنكاره لأمر رآه أو بلغه عمن يكون منقاداً للشرع العزيز، فهي مرادفة للحديث. وأعني بتاريخها الأدوار التي تقلبت فيها من لدن صدورها عن صاحب الرسالة - صلى الله عليه وسلم - إلى أن وصلت إلينا من حفظ في الصدور وتدوين في الصحف وجمع لمنثورها وتهذيب لكتبها واستنباط من عيونها وتأليف بين كتبها وشرح لغامضها ونقد لروايتها وغير ذلك مما يعرفه القائمون بخدمتها والعاملون على نشرها.
وقد عرفوا علم الحديث رواية بأنه علم يشتمل على ما أضيف إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - قيل أو إلى صحابي أو إلى مَن دونه قولاً أو فعلاً أو تقريراً أو صفة. وموضوعه ذات النبي - صلى الله عليه وسلم - من حيث إنه نبي لا من حيث إنه إنسان مثلاً وواضعه أصحابه - صلى الله عليه وسلم - الذين تصدوا لحفظ أقواله وأفعاله وتقريراته وصفاته وغايته الفوز بسعادة الدارين ومسائله قضاياه التي تذكر فيه ضمناً كقولك قال - صلى الله عليه وسلم -: "إنما الأعمال بالنيات" فإنه متضمن لقضية قائلة إنما الأعمال بالنيات من أقواله - صلى الله عليه وسلم - واسمه علم الحديث رواية ونسبته أنه من العلوم الشرعية وهي الفقه والتفسير والحديث وفضله أن له شرفاً عظيماً من