بالمدينة مسموماً سنة خمسين وقيل قبلها وقيل بعدها ودفن بالبقيع إلى جنب قبر أمه، وصلّى عليه سعيد بن العاص. وقد تواترت الأحاديث الصحيحة أنه - صلى الله عليه وسلم - قال في الحسن:"إن ابني هذا سيد وسيصلح الله به بين فئتين" الحديث. كان حليماً فاضلاً ورعاً دعاه فضله وورعه إلى ترك الملك رغبة فيما عند الله تعالى، وظهر صدق ذلك فإنه لما قتل أبوه علي بايعه أكثر من أربعين ألفاً وكثير ممن تخلف عن أبيه ومن نكث بيعته. فبقي خليفة بالعراق وما وراءها من خراسان خمسة أشهر. ثم سار إلى معاوية في أهل الحجاز وسار إليه معاوية في أهل الشام فلما التقى الجمعان بالأنبار كره الحسن القتال لعلمه أن إحدى الطائفتين لا تغلب حتى يهلك أكثر الأخرى فسلّم الأمر إلى معاوية على شروط.
وأما الحسين فكان فاضلاً كثير الصوم والصلاة حجّ خمساً وعشرين حجة ماشياً. وقال - صلى الله عليه وسلم - فيه وفي الحسن "سيدا شباب أهل الجنة" وقال: "هما ريحانتاي في الدنيا". شهد مع أبيه الجمل ثم صفين ثم قتال الخوارج وبقي معه إلى أن قتل. ثم مع أخيه إلى أن سلّم الأمر إلى معاوية فتحول مع أخيه إلى المدينة واستمر بها إلى أن مات معاوية فخرج إلى مكة ثم أتته كتب أهل العراق بأنهم بايعوه بعد موت معاوية فأرسل إليهم ابن عمه مسلم بن عقيل بن أبي طالب فأخذ بيعتهم وتوجه إليهم وكان من قصة قتله ما كان وقتل معه جماعة من أهل البيت في موضع يقال له كربلاء ويقال له الطف قرب الكوفة في يوم عاشوراء سنة ٦١ هـ. مولده في شعبان سنة أربع على قول الأكير.
[سيدنا أسامة بن زيد (رضي الله عنهما)]
تقدم ذكر نسبه في مناقب والده يكنى أبا محمَّد ويسمونه حِب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتربى في بيت النبوة مع أولاده وكان يجعله في حجره هو وسبطه الحسن ويقول:"اللهم إني أحبهما فأحبهما" توفي النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو ابن عشرين سنة وولاه على جيش عظيم فيه أبو بكر وعمر فمات النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل أن يتوجه فأنفذه أبو بكر وتقدم الكلام على هذا الجيش في فضائل أبي بكر. وكان أسامة ممن اعتزل الفتنة. وتوفي آخر أيام معاوية.