للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والجهات الوسطى والشرقية الجنوبية خصبها باعتبار قلة الأمطار وكثرتها ولكن الأرض من طبعها منبتة للغاية وبها غابات واسعة بالزيتون والمعاصر كثيرة لعصره وهي السبب في ثروة أهالي تلك الجهة أعني بذلك الساحل الذي مبدأه قرية أبي فيشة ومنتهاه قرية المحرص ويزرع بها غالب الأشجار ذات الثمار الطيبة كالبرتقال والتفاح والخوخ والإجاص والتين والعنب واللوز وغير ذلك والحبوب كالقمح والشعير والفول والبطاطس واللوبيا والحمص والعدس وكافة أصناف البقول.

أما الأنحاء الجنوبية فهي عبارة عن أراضي شاسعة ولا تمطر فيها السماء إلا نادراً وببعضها واحات ماؤها منهمر بها أشجار كثيرة وأغلبها النخيل الجيد الثمرة الرائجة داخل الإيالة وخارجها وهاته الواحات ذات منظر طبيعي بهيج وهي قفصة وتوزر ونفطة وقابس ونفزاوة وجرجيس.

[صناعتها]

الصنائع المحتاج إليها كثيرة وأكثرها الاعتماد فيها على الآلات القديمة والعصرية آخذة في التقدم وأشهرها استخراج الروائح الطيبة ونسج الحرير المتقن والشاشية واستخراج زيت الزيتون من معاصره الكثيرة بالآلات العصرية وفي الزيت والمنسوجات العمومية والقمح والشعير والفول رواج وما عدا ذلك انحط رواجه لمزاحمته بما يرد من خارج الإيالة.

والبضائع الواردة من الخارج كثيرة جداً منها المنسوجات القطنية والحريرية وآلات النقل وجر الأثقال وآلات الفلاحة وجلب المياه والأخشاب والحديد وآلات الأسلحة والفحم الحجري والنحاس والفضة والذهب والفخار بأنواعه وزيت الغاز والسكر والشاي والبن والفلفل وغير ذلك مما هو كثير.

وليس للحكومة ولا للأهالي سفن تجارية وأغلب التجارة داخلاً وخارجاً بيد الإفرنج واليهود.

طرقها منظمة عمت الجهات وكذلك المواصلات بالسكك الحديدية وغيرها وبذلك حصلت الراحة في السفر ونقل البضائع وراجت التجارة في الجهات وعمّ النفع سائر سكان المملكة.

[معارفها ولغتها وديانتها]

تدرس العلوم الدينية مقاصد ووسائل كالقرآن العظيم والتفسير والحديث رواية ودراية والفقه وأصوله والمنطق واللغة والنحو والمعاني والبيان والبديع والصرف

<<  <  ج: ص:  >  >>