للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وغزوة بدر الكبرى وهو يوم الفرقان الذي أعزّ الله فيه الإِسلام وأهله وأذل فيه الشرك وأهله. ومغازيه وسراياه مذكورة في كتب السير وغيرها، غزوة غزوة، وسرية سرية، آخرها سرية أسامة بن زيد التي جهزها - صلى الله عليه وسلم - في مرضه الذي توفي فيه ونفذها بعده أبو بكر رضي الله عنه وسيأتي خبرها. وما أشير إليه من الغزوات والسرايا وتبليغ الدعوة وأسباب النزول ومعجزاته وفضائله وشمائله وسيرته وغير ذلك مما شرفه الله به وما حصل له من نشأته إلى وفاته مذكور على وجه التفصيل في كتب السنة والسير المختصة لهذا الشأن بأبين بيان وأفصح لسان.

[خطبته عليه الصلاة والسلام في حجة الوداع]

في التاسع من ذي الحجة من السنة العاشرة توجه - صلى الله عليه وسلم - إلى عرفة وهناك خطب خطبته الشريفة. وإليك نصها:

الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. أوصيكم عباد الله بتقوى الله وأحثكم على طاعته وأستفتح بالذي هو خير. أما بعد أيها الناس، اسمعوا مني أبين لكم، فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا في موقفي هذا. أيها الناس، إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم إلى أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا، ألا هل بلغت اللهم اشهد فمَن كانت عنده أمانة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها. إن ربا الجاهلية موضوع، وإن أول ربا أبدأ به ربا عمي العباس بن عبد المطلب. وان دماء الجاهلية موضوعة وإن أول دم أبدأ به دم عامر بن ربيعة بن الحارث. وإن مآثر الجاهلية موضوعة غير السدانة والسقاية. والعمد قود وشبه العمد ما قتل بالعصا والحجر وفيه مائة بعير فمن زاد فهو من أهل الجاهلية. أيها الناس، إن الشيطان قد يئس أن يعبد في أرضكم هذه ولكنه قد رضي أن يطاع فيما سوى ذلك مما تحرقون بل تحقرون من أعمالكم. أيها الناس، إن النسيء زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاماً ويحرمونه عاماً ليواطئوا عدة ما حرم الله، وإن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض منها أربعة حرم ثلاث متواليات وواحد فرد ذو القعدة وذو الحجة والحرم ورجب الذي بين جمادى وشعبان، ألا هل بلغت اللهم اشهد. أيها الناس، إن لنسائكم عليكم حقاً ولكم عليهن حق أن لا يوطئن فرشكم غيركم ولا يدخلن أحداً تكرهونه بيوتكم إلا بإذنكم ولا يأتين بفاحشة فإن فعلن فإن الله أذن لكم أن تعضلوهن وتهجروهن في المضاجع

<<  <  ج: ص:  >  >>