تنبيه: من أعيان العلماء المعاصرين لهؤلاء الأمراء ابن علوان وأحمد الغبريني والبطرني وابن عرفة وابن خلدون.
[الطبقة السابعة عشر]
لما توفي أبو العباس بويع لابنه أبي فارس وقام بالملك أتم قيام وانتظم أمره أي انتظام ورتب الأحوال وأعطى الأموال وأصلح البلاد وقمع أهل الفساد، وكان شجاعاً حازماً فطناً ذكياً، تقياً عالماً موقراً للعلماء، محباً للصالحين، كثير الصدقات محباً للخير. ومن حسناته خزائن الكتب المشتملة على أمهات الدواوين وجعل لها مقصورة بمجنبة الهلال من جامع الزيتونة وأوقفها على طلبة العلم ينتفعون بالنظر والكتب بشرط أن لا يخرج منها شيء عن محله وجعل لها قيمين يقومون بها في نفضها ومناولتها للطلبة وردها لمكانها ووقت وقتاً من كل يوم، وكان ملازماً لقراء العلم بين يديه سفراً وحضراً وأقام العدل في جميع رعاياه بالكتاب والسنة وإنصاف المظلوم من الظالم. وفي أيامه عظم شأن المولد الشريف وكان قاضي عساكره ابن الشماع المتوفى سنة ٨٣٣ هـ وكانت له وقائع شديدة مع إخوته وغيرهم ودوخ النواحي وقمع الثوار وجاءته الوفود من الشرق والغرب ووافته بيعة فاس، وانضم له ملك المغرب. وبالجملة فهو درة سلكهم ومجد ملكهم. وتوفي قرب جبل ونشريس من عمل تلمسان فجأة يوم الأضحى سنة ٨٣٧ هـ فكتم حفيده وولى عهده موته حتى تمت بيعته، ودفن بتربة أسلافه الغربية من مقام أبي محفوظ محرز بن خلف. والحفيد المذكور هو محمَّد المنتصر بن المنصور بن أبي فارس ودخل تونس في أبهة عظيمة يوم عاشوراء من سنة ٨٣٨ هـ وجددت له البيعة وأفاض العطاء وعمّ إحسانه، وله حروب مع الثائرين ومآثر منها ابتداء المدرسة المنتصرية وأتمها أخوه بعده وتوفي في صفر سنة ٨٣٩ هـ وعلى عهد السلطان أبي فارس انتهى تأريخ ابن الشماع المذكور. وله مع الإِمام البرزلي المذكور نزاع في شأن العقوبة بالمال فابن الشماع يقول بالمنع وخصمه يقول بالجواز وألَّف كل منهما رسالة في الرد على صاحبه وتأييد مقالته.
تنبيه: من أعيان العلماء المعاصرين لهؤلاء الأمراء عيسى الغبريني والوانوغي والأبي والزعبي وابن الشماع والقلشانيان محمَّد وعمر والبرزلي وابن ناجي وابن عقاب.