وسائر المعارف، أخذ عن شيوخ بلده ودخل القيروان وأخذ عن السيوري وغيره، وتفقه به أبو الفضل ابن النحوي والقاضي أبو عبد الله بن داود وحمل عنه أدباً كثيراً وعلماً جماً، ألّف في علم القرآن كتاباً كبيراً وله تعليق كبير في المذهب مستحسن رحل للمشرق وسكن أصبهان وبها توفي بعد الخمسمائة. وقال السيوطي في طبقات النحاة: مولده بصقلية سنة ٤٧٧ هـ ومات بأصبهان سنة ٥١٦ هـ[١١٢٢ م].
٤٠١ - أبو حفص عمر: يعرف بابن الحكار الصقلي العالم الفاضل النظار المحقق الأريب الشاعر، كان حسن الكلام والتأليف له على المدونة شرح كبير وانتقد على التونسي مسائل كثيرة وله اختصار كتاب التمامات. لم أقف على وفاته.
[فرع إفريقية]
٤٠٢ - أبو الفضل يوسف بن محمَّد: المعروف بابن النحوي التوزري أصله من قلعة أبي حماد الإِمام العالم العامل المحقق العمدة القدوة الفاضل، كان من أهل العلم والدين على هدى السلف الصالح مجاب الدعوة وهو ناظم المنفرجة المشهورة أولها:
اشتدي أزمة تنفرجي ... قد آذن ليلك بالبلج
ولما أفتى علماء المغرب بإحراق أحياء أبي حامد الغزالي انتصر أبو الفضل هذا لأبي حامد وكتب إلى أمير المسلمين في شأن ذلك، أخذ عن أبي الحسن اللخمي وأبي عبد الله محمد المازري المعروف بالذكي وأبي زكريا الشقراطشي وعبد الجليل الربعي، وعنه جماعة من أهل إفريقية وفاس منهم أبو عمران موسى بن حماد الصنهاجي مفتي فاس. قال الحافظ ابن حرزهم: أوصاني أبي أن أقبّل يد أبي الفضل متى لقيته ولو لقيته في اليوم مائة مرة. قال: ودعا لي وحصلت لي بركته. توفي عن ثمانين سنة بقلعة بني حماد بجنوبي سهول بجاية في المحرم سنة ٥١٣ هـ[١١١٩م] وقبره بها يزار حتى الآن.
٤٠٣ - أبو عبد الله محمد بن عبد الصمد بن بشير التنوخي المهدوي: من شعراء الأمير علي بن يحيي بن تميم، كان من الفضلاء العلماء الأدباء جمع بين رقة المعنى ومتانة اللفظ وقرب المقصد. توفي في حدود سنة ٥٢٠ هـ[١١٢٦م].