الشهير الذكر صحب أبا الوليد الباجي وأخذ عنه وأجازه ورحل للمشرق ودخل بغداد، وسمع من أبي بكر الشاشي وأبي محمد الجرجاني وأبي علي التستري وجماعة، وعنه أخذ من لا يعد كثرة منهم أبو الطاهر إسماعيل بن مكي وسند مؤلف الطراز وأبو بكر بن العربي وطارق المخزومي والقاضي ابن سعادة وأبو عبد الرحمن الأصيلي والإقليسي ومحمد بن مسلم المازري والقاضي عياض بالإجازة، له تآليف مفيدة منها سراج الملوك وكفى به دليلاً على فضله ومختصر تفسير الثعالبي وكتاب كبير في مسائل الخلاف ورسالة في تحريم جبن الروم وكتاب في بدع الأمور ومحدثاتها وشرح رسالة ابن أبي زيد وكتاب بر الوالدين وسراج الهدى حسن في بابه وتأليف عارض به الأحياء واختصار الكشف والبيان عن تبيين القرآن ورسالة لابن تاشفين ومنتخب في عيون خصائص العباد وأجزاء في الكلام عن الغنى والفقر وغير ذلك. مولده سنة ٤٥١ هـ وتوفي سنة ٥٢٠ هـ[١١٢٦ م] بالإسكندرية وقبره بها معروف متبرك به مستجاب الدعاء عنده.
٣٩٨ - أبو علي سند بن عنان بن إبراهيم الأسدي المصري: الإمام الفقيه الفاضل العالم النظار العمدة الكامل، تفقه بأبي بكر الطرطوشي، وسمع منه وانتفع به وجلس لإلقاء الدروس بعده، روى عن أبي طاهر السلفي وأبي الحسن بن شرف، وعنه أخذ جماعة وانتفعوا به منهم أبو الطاهر إسماعيل بن عوف، ألّف الطراز كتاب حسن مفيد شرح به المدونة نحو الثلاثين سفراً. وتوفي قبل إكماله اعتمده الحطاب وأكثر من النقل عنه في شرح المختصر وله تآليف في الجدل وغيره. توفي بالإسكندرية سنة ٥٤١ هـ[١١٥٦ م].
٣٩٩ - أبو عبد الله محمد بن مسلم بن محمد بن أبي بكر القرشي الصقلي المازري الإسكندري: الإمام الفقيه العالم المتفنن المحدث أخذ عن شيوخ صقلية، وسمع الحديث من أبي بكر الطرطوشي ودرس أصول الكلام على أبي بكر الحنفي وصنف في الكلام تصانيف منها البيان شرح به البرهان لأبي المعالي والمهاد شرح به الإرشاد. لم أقف على وفاته وكان بالحياة في سنة عشرين وخمسمائة.
٤٠٠ - أبو عبد الله محمد بن أبي الفرج المازري: المعروف بالذكي الصقلي الأصل الفقيه الحافظ المتقدم في علم المذهب واللسان المتفنن في علوم القرآن