على عمتها أو خالتها وحرمت الحمر الأهلية إلى كثير مما ملئت به مدونات فقه الحديث والكتب الجامعة لأحاديث الأحكام.
[أدوار تاريخ السنة]
حفظها في الصدور، تدوينها مختلطة بالفتاوى، إفرادها بالتدوين، تجريد الصحاح، تهذيبها بالترتيب والجمع والشرح، فنون الحديث المهمة وتاريخ كل فن وأحسن المصنفات فيه.
[الدور الأول حفظ السنة في الصدور]
١٧٨٢ - لم تكن السنة في القرن الأول عصر الصحابة وأكابر التابعين مدونة في بطون الكتب وإنما كانت مسطورة على صفحات القلوب فكانت صدور الرجال مهد التشريع النبوي ومصدر الفتيا ومنبت الحكم والأخلاق ولم يقيدوا السنّة بكتاب لما ورد من النهي عن كتابتها روى مسلم في صحيحه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تكتبوا عني ومَن كتب عني غير القرآن فليمحه وحدّثوا عني فلا حرج ومن كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار" قال كثير من العلماء نهاهم عن كتابة الحديث خشية اختلاطه بالقرآن وهذا لا ينافي جواز كتابته إذا أمن اللبس وبذلك يحصل الجمع بين هذا وبين قوله - صلى الله عليه وسلم - في مرضه الذي توفي فيه:"ائتوني بكتاب أكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعده" وقوله - صلى الله عليه وسلم - كما في الصحيحين:"اكتبوا لأبي شاه" أي الخطبة التي سمعها منه - صلى الله عليه وسلم - يوم فتح مكة وأذن لعبد الله بن عمرو بتقييد العلم ولما توفي - صلى الله عليه وسلم - بادر الصحابة إلى جمع ما كتب في عهده من القرآن في موضع واحد وسموا ذلك المصحف واقتصروا عليه ولم يتجاوزوه إلى كتابة الحديث وجمعه في موضع واحد كما فعلوا بالقرآن لكن صرفوا هممهم إلى نشره بطريق الرواية إما بنفس الأفاظ التي سمعوها منه - صلى الله عليه وسلم - إن بقيت في أذهانهم أو بما يؤدي معناها إن غابت عنهم فإن المقصود بالحديث هو المعنى ولا يتعلق في الغالب حكمِ بالمبني بخلاف القرآن فإن للألفاظ مدخلاً في الإعجاز فلا يجوز إبدال لفظ منه بآخر ولو كان مرادفاً له خشية النسيان مع طول الزمان فوجب أن يقيد بالكتابة وأما السنة فتقييدها مباح ما أمن الاختلاط.