للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أيامه انكسرت شوكة البربر واستكانوا للتغلب وأطاعوا الدين فضرب الإِسلام بجرانه وتوفي روح سنة ١٧٤هـ وتولى بعده نصر بن حبيب المهلبي بعهد من الرشيد وكان حسن السيرة يؤثر العدل ثم جاء كتاب الرشيد بعزله وولاية الفضل بن روح ولم يستقم له أمر وقتل سنة ١٧٨ هـ وانقرضت بانقراضه دولة المهالبة، وفي سنة ١٧٩هـ عهد الرشيد لهرثمة بن أعين وقدم إفريقية في السنة بعدها واستقام أمره وبنى القصر الكبير بالمنستير ثم استقال الرشيد فأقاله ورجع للمشرق لسنتين ونصف من ولايته، وكان قائداً محنكاً وله مع المأمون يد في تخميد الثوار وتسكين الهرج والفضل له في ذلك وله مقامات يحمد عليها ويشكر وقتل في حدود سنة ٢٠٠ هـ وبعث الرشيد لإفريقية عوضه محمَّد بن مقاتل العكي وهو أخوه من الرضاعة وكان اتهم البهلول بن راشد بالقيام عليه وبسبب ذلك أراد إضراره فمنعه الأهالي من ذلك وتوعدوه الثورة إن فعل في خبر تركناه اختصاراً.

في خلاصة تاريخ العرب: كان بالإيالات الشمالية من إفريقية مسلمون مسمون بالبربر مختصون بالحرية السياسية لعدم حاكم عليهم حتى ذهب إليهم من آسيا عرب أجروا عليهم حكم الخلفاء العباسيين ثم أخذ عبد الرحمن بن حبيب يستميل العرب والبربر حتى اتخذ منها أحزاباً زمن محاربة الأموية والعباسية من سنة ٧٤٦ هـ إلى سنة ٧٥٢ ميلادية واستقل بالحل والعقد لاشتغال العباسية ثم انتصروا فانقاد لهم سنة ٧٥٣ هـ حتى حلفه الخليفة المنصور بمطالب أفضت به إلى الإعلان بالاستقلال والخطبة باسمه في جامع القيروان ثم طمع أخوه إلياس وأوقع بين العرب والبربر فتنة سفك فيها كثير من الدماء حتى انتهت سنة ٧٧١ هـ بنصر العرب فاجتهد الأمير أغلب في جبر الجميع على الانقياد للمنصور، ثم عصت البربر المهدي والرشيد مرات خسرت فيها العباسية خسارات عظيمة آلت إلى استقلال الأغلبية بإفريقية وخلطوا دم البربر بدم العرب بالتصاهر وزال ما بينهما من التباغض والشقاق وانقاد الحكم لإبراهيم بن الأغلب وفيه لم تهتم العباسية بممالكها الغربية وتركوا مَن بشمال إفريقية يديرون أحوالهم كما شاؤوا وأطلقوا للعائلة الأغلبية التصرف في إفريقية مكتفين بذكر أسمائهم وقبل ذلك إبراهيم بن الأغلب من الرشيد اهـ.

[فصل]

اعلم أن العباسية تولت الخلافة سنة ١٣٢ هـ وأولهم أبو العباس عبد الله السفاح بن محمَّد بن علي بن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما واستمرت فيهم الخلافة إلى سنة ٦٥٦ هـ استخلف فيها منهم سبع وثلاثون خليفة ومكثت هاته الدولة

<<  <  ج: ص:  >  >>