للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رضي الله عنه مدداً لفتح مصر وقال: الواحد منهم مقام الألف، وهو أول مَن جمعت له إمارة مصر والمغرب، مات سنة ٦٢ هـ.

[سيدنا مروان بن الحكم (رضي الله عنه)]

هو أبو عبد الملك مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية القرشي الأموي وهو ابن عم عثمان وكاتبه في خلافته. ولد بعد الهجرة بسنتين وقيل بأربع كان يعد من الفقهاء، شهد فتح إفريقية وكان من أسباب قتل عثمان وشهد الجمل مع عائشة ثم صفين مع معاوية ثم ولى إمرة المدينة لمعاوية ولم يزل بها إلى أن أخرجه ابن الزبير في أوائل إمرة يزيد بن معاوية فبايعه بعض أهل الشام في قصة طويلة ثم كانت الوقعة بينه وبين الضحاك بن حنين وكان أميراً لابن الزبير فانتصر مروان وقتل الضحاك واستوثق له ملك الشام ثم توجه لمصر فاستولى عليها ثم بغته الموت فعهد إلى ولده عبد الملك فكانت مدته في الخلافة نحو نصف عام ومات في رمضان سنة ٦٥ هـ وهو أول من ضرب الدنانير الشامية وكتب عليها {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١)}.

[سيدنا عبد الله بن العباس (رضي الله عنه)]

هو أبو العباس عبد الله بن العباس ابن عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأمه أم الفضل لبنانة بنت الحارث الهلالية. ولد قبل الهجرة بثلاث سنين وهو أثبت الأقوال، كان من أعيان علماء الصحابة ومن أعلمهم بتفسير القرآن وكان عمر يقدمه مع الأشياخ وهو شاب. أورد في حديثه قال: ضمني النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال: "اللهم علَّمه الحكمة" وفي لفظ "علَّمه الكتاب" وفي رواية "فقهه في الدين" وفي رواية "فاغمسه في الدين وعلَّمه التأويل" وفي رواية "اللهم بارك فيه وانشر عنه واجعله من عبادك الصالحين" واختلف في تفسير الحكمة هنا فقيل الكتاب وقيل الإصابة في القول، وقيل الفهم عن الله، وقيل ما يشهد العقل بصحته، وقيل نور يفرق به بين الإلهام والوسواس، وقيل سرعة الجواب بالصواب، وقيل غير ذلك، وكان ابن مسعود يقول: نعم ترجمان القرآن ابن عباس. وكان ابن عمر يقول: ابن عباس فتى الكهول له لسان سؤول وقلب عقول. وقال مسروق: كنت إذا رأيت ابن عباس قلت أجمل الناس

<<  <  ج: ص:  >  >>