يقرؤون العلوم الدينية وواحد يقرىء فن القراءات وفيها مكتب تبرع به بعض أهل البر لتعليم أبناء المسلمين القرآن العظيم وبعض مبادئ العلوم الدينية به الآن ما يربو على مائة تلميذ.
وفيها مكتب ذو طبقتين حفيل ينقسم إلى قسمين قسم للذكور وقسم للإناث لتعليم أولاد الأهالي على اختلاف أديانهم مبادئ اللغة الفرنساوية ومبادىء بعض العلوم العصرية به نحو سبعمائة تلميذ وفي سنة ١٣٢٧هـ أحدث بها مستشفى غاية في الاحتفال مع الاتساع وكثرة المرافق جار الآن على استقامة لاهتمام الحكومة به. أوقف عليه الأهالي ما يربو على ألفي أصل زيتوناً وألفت رسالة لطيفة سميتها بالمازري في فضيلة المستشفيات والطب وتعرضت فيها لترجمة بعض المشهورين بعلم الطب وما لهم من المؤلفات فيه كابن رشد وابن زهر والمازري.
وبالمنستير معمل وآلات لصيد الحوت المعروف بالتن شهرته تغني عن التعريف به والمنستير معدودة عند الحكومة من الحواضر الأربع التي لها مزيد اعتبار القيروان وسوسه وصفاقس وقريب عهد كانت هاته الحواضر الأربع وتونس معفاة من أداء المجبا.
[ذكر من بالمقبرة من الفضلاء]
المقبرة بفتح الميم وتثليث الباء موضع السرور ومقبرة المنستير بالجهة الجوفية بها قبور كثير من العلماء والزهاد والصلحاء والكثير منهم ذهب اسمه أو غيّر اسمه ورسمه وغالب قبور هؤلاء الأفاضل بالعتيقة غمرها البحر ولم يبق لها أثر فدثرت بسبب ذلك مشاهدهم المباركة وذهب على أهل البلد أسماؤهم ولنذكر ما أمكن معرفة اسمه أو قبره منهم أبو زكرياء الحداد وأبو الحسن الكانشي وابن العطار وابن سعدي وأبو إسحاق الصفاقسي وهؤلاء تقدم ذكرهم في المقصد وابن الفرس من بيت عبد المنعم بن الفرس الأندلسي وأبو علي الدبوسي وأبو الفضل الغدامسي الذي مقامه بالجزيرة قرب المقبرة وتقدم ذكره في المقصد وبالقرب منه قبر الشيخ السنفاج وبالمقبرة مقام الشيخين عبد الغني المزوغي وأبي علي يونس بن السماط وتقدمت الإشارة إليه في المقصد مع أخيه أبي يعقوب يوسف ونقلاً من مدفنيهما الأول إلى المقام المذكور حين خشي عليهما من البحر ومقام الإمام المازري منقوش بحجر فوق الباب أنه نقل ومعه كثير من العلماء وتقدم نقله بنصه في ترجمته بالمقصد وذلك حين خيف عليهم من البحر على عهد الباشا علي ابن الباشا حسين وعلى عهده كان