إصلاح الجامع الكبير وتأسيس الجامع الحنفي وبناء سور الربض الجوفي ومقام أحمد بن أبي زيد المترجم له بالمقصد نقل إليه سنة ١٣١٠هـ من مقامه الأول وكان عليه بناء حفيل ضمه البحر إليه بعد النقل ولم يبق له أثر الآن ومقام الصالحة البرقاوية وقبور تحت السور تعرف بقبور بنات السلطان ومقام الشيخ الطرودي وصدر الإذن بنقلته حيث تهيأ البحر لجذبه ومقام جد العبد الفقير الشيخ عمر مخلوف الشريف وهو من فريق أولاد مخلوف الذين ينسبون أنفسهم لذلك وينسبهم الناس إليه خلفاً عن سلف وكان بأيديهم ظهير من أمراء إفريقية في إعفائهم من المطالب الدولية ومن هذا الفريق الشيخ مخلوف الشرياني الذي قبره بشريانة القريبة من صفاقس، قال الشيخ مقديش: ومن مشايخ صفاقس الشيخ مخلوف الشرياني أصله مغربي صحب الشيخ العياشي بطبلبة وهو من أكابر الصالحين والعلماء العاملين له تخميس على بردة المديح وله عقب بأيديهم ظهير من أمراء الحفاصة وأمراء العساكر العثمانية. انتهى.
وقوله مغربي يعني من فرقة بالمغرب أشار لها الشيخ العياشي في آخر رحلته حيث قال: ثم مررنا بأولاد سيدي مخلوف هم فقراء أشراف. انتهى.
والجد عمر مخلوف المذكور مقامه متبرك به كان معتقداً من أكابر الصالحين كثير الكرامات وكان بالحياة أوائل القرن الحادي عشر ومن أخص أصدقائه الشيخ عبد الرحمن الجندولي ومقامه بالمقبرة والشيخ منصور بيزيد الذي مر ذكره قريباً والمرأة الصالحة عائشة الفتحية التي مقامها قريب من مقام الجد وهم معروفون بالصلاح معاصرون للشيخ المربي المعتقد الكثير الاتباع أبي شامة عامر ابن الشيخ سالم الشهير بالمزوغي صاحب الزاوية الشهيرة بالساحل بين سوسة والمنستير المتوفى سنة ١٠٤٩هـ المتولد سنة ٩٢٩ هـ ووالدته ريانة بنت الشيخ نصر الشارف الذي مقامه ببلد الساحلين وبالمقام قبر الشيخ سالم المذكور وكانت طريقة الشيخ عامر جزولية وكان من أصحاب أبي الغيث القشاش وتاج العارفين البكري وتقدم ذكرهما في المقصد وأقام بصفاقس نحو الخمسين عاماً ومنها انتشر ذكره.
وبالمقبرة ألواح وأعمدة من حجر كثيرة منقوش عليها بالقلم الكوفي مبعثرة وأكثر من ذلك ما دس في القبور والحيطان وجعل أعمدة سقف عليها كما هو مشاهد الآن بمقام الإِمام المازري وبمقام أبي علي السماط وغيرهما وبعضها مكسر لا يمكن حصول نفع منه بحال.