وفي اليوم الموالي لوفاته كان الحفل بجنازته بالغاً الغاية ودفن بتربة أسلافه الكرام مأسوفاً عليه من الخاص والعام وفي عشي يوم الوفاة وقعت البيعة بقصر باردو المعمور بغاية من الإجلال والفرح والسرور لابن عمه الأمير الجليل الحري بالتعظيم والتبجيل المولى الأمير محمد الحبيب باشا باي ابن المأمون بن حسين باشا باي وهو حفظه الله من الأمراء الذين يفتخر بهم أمراء هذا البيت مملوء الجراب بالمعارف والآداب، موصوف بصفات الكمال ونعوت الجلال، وقام بالأمر على الوجه المطلوب ومالت لمحبته القلوب إلا أن الإمارة وافته على كبر سن مع مرض أنهك قواه واستمر على حاله إلى أن توفاه الله صبحية يوم الاثنين ثالث رمضان سنة ١٣٤٧هـ وبعد زوال اليوم جرى انعقاد البيعة في سراية باردو المعمورة في حفل عظيم وموكب فخيم لولي النعم المستجمع لمكارم الأخلاق والشيم المفكر الكثير الفضائل، الأمير المعظم والملك المفخم مولانا أحمد باشا الثاني ابن المولى الباشا علي ابن المولى الباشا حسين، وقد دبت وقتئذ حميا المسرة في الضمائر وجالت أفراس الأفراح في ميادين الأكابر والأصاغر وقامت خطباء الأقلام تصدح بالبشائر وصحف الجهات تعلق بالبشارات أجرى الله على يده الصالحات ثم تلقى الجناب العالي بيعة الوفود التي وردت إليه وأمانيها سعادة دولته ورفاهية مملكته في احتفالات فائقة وأنشدت بين يديه الخطب والقصائد الرائقة لو جمعت لكانت مجلداً. رحم الله السلف، وأدام دولة الخلف.
تنبيه: من أعيان العلماء المعاصرين لهؤلاء الأمراء: أحمد الورتناني والشاذلي بن صالح وأحمد الشاهد والطاهر النيفر وأخوه الطيب وعمهما محمد وحسين بن أحمد وعمر ابن الشيخ ومحمد النجار وسالم بو حاجب والطيب النيفر.