أحد مد أحدهم ولا نصيفه. وكان ذلك سنة ٦٣ هـ ثم بعد الوقعة زحف كسيلة إلى القيروان وبها يومئذ جمهور العرب ووجوه الإِسلام فبلغهم الخبر وعظم عليهم الأمر فقام زهير بن قيس البلوي فيهم خطيباً وقال: يا معشر المسلمين إن أصحابكم قد دخلوا الجنة فاسلكوا سبيلهم فخالفه قيس بن عبد الله الصنعاني لما علم أنه لا طاقة للمسلمين لما دهمهم هن أمر البربر ورأى أن النجاة بمَن معه من المسلمين أولى ونادى في الناس بالرحيل فاتبعوه إلا قليلاً منهم وانتقل زهير إلى برقة واجتمع إلى كسيلة جميع أهل المغرب من البربر والفرنجة وعظم أمره وتقدم إلى القيروان واستولى عليها في محرم سنة ٦٤هـ وفرّ منها بقية العرب ولحقوا بزهير ومَن بقي بها آمنه كسيلة، وثبت قدمه بالقيروان واستمر أميراً على البربر ومَن بقي من العرب خمس سنين، وقارن ذلك مهلك يزيد بن معاوية وإذ ذاك أمر الخلافة في الشرق في اضطراب إلى أن استقل عبد الملك بن مروان بالخلافة وأذهب آثار الفتنة بالمشرق فالتفت إلى المغرب وتلافى أمره على نحو ما سنذكره في الطبقة الآتية.
[صلة]
اعلم أنه دخل إفريقية مئات من الصحابة ووقع التصريح بأسماء بعض مَن دخلها غير أنهم قليلون بالنسبة لمَن دخلها وقد اقتطفت أسماءهم من الإصابة والاستيعاب والاستقصى والخلاصة النقية وغيرهم وهم نيف وأربعون من الطراز الأول وعليهم في الأمور المعول والواجب أن نطرز ما جمعته ونتوج ما أسلفته بذكر أسمائهم اهتماماً بشأنهم رضي الله عنهم:
عبد الله بن عمر بن الخطاب.
عبد الله بن عمرو بن العاص.
عبد الله بن الزبير.
عبد الله بن العباس.
عبد الله بن جعفر بن أبي طالب.
عبد الله بن مسعود.
عبد الله بن سعد بن أبي سرح.
الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وريحانتا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -