وهذا الخليج كان موجوداً في عهد البطالسة وآثاره باقية إلى عهد عمر ولم يزل عمرو والياً على مصر إلى خلافة عثمان فعزله وولاها عبد الله بن سعد بن أبي سرح ثم وليها في زمن معاوية وتوفي عليها يوم الفطر سنة ٤٣ هـ وهو ابن ٩٠ سنة ودفن بالمقطم وترك دنيا عريض وثروة واسعة ولما حضرته الوفاة بكى فقال له ابنه عبد الله: ما يبكيك وأجابه بما هو مذكور في حديث قصة إسلامه بطوله في صحيح مسلم.
[سيدنا زيد بن ثابت (رضي الله عنه)]
هو أبو سعيد زيد بن ثابت الأنصاري النجاري الخزرجي شهد أُحداً فما بعدها وأعطاه - صلى الله عليه وسلم - راية بني النجار في غزوة تبوك، وهو الذي تولى قسم غنائم اليرموك، وكان كاتب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الوحي وغيره، ثم استكتبه أبو بكر فعمر، وهو الذي باشر جمع المصحف الشريف أيام أبي بكر كما في الصحيح، وتولى نسخ المصاحف زمن عثمان ومعه عبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن حارث بن هشام القرشي المخزومي المتوفى سنة ٤٣ هـ: كان زيد رأساً بالمدينة في القضاء والفتوى والفرائض قال فيه عليه الصلاة والسلام: "أفرضكم زيد" كان عمر يستخلفه وكذلك عثمان واستعمله أميناً على بيت المال، وكان من الراسخين في العلم، وهو أحد الذين جمعوا القرآن في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -. قال مالك: كان إمام الناس بالمدينة بعد عمر زيد بن ثابت، وكان إمام الناس بعده عبد الله بن عمر وقد أخذ بركابه يوماً ابن عباس وقال: هكذا أمرنا أن نفعل بعلمائنا فقبَّل زيد رأسه وقال: هكذا أمرنا أن نفعل بآل بيت نبينا. توفي سنة نيف وأربعين وفي تحرير النيف أقوال وفي خمس وأربعين قول الأكثر. ولما مات قال أبو هريرة: مات حبر هذه الأمة، وعسى أن يجعل الله في ابن عباس منه خلفاً. ورثاه حسان بقوله:
فمن للقوافي بعد حسان وابنه ... ومن للمعاني بعد زيد بن ثابت
[سيدنا سعيد بن العاص (رضي الله عنه)]
هو أبو عثمان سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية القرشي الأموي كان من فصحاء قريش ولهذا ندبه عثمان فيمن ندب لكتابة القرآن، قال ابن أبي داود