في البخاري باب فضائل أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ومن صحب النبي - صلى الله عليه وسلم - أو رآه من المسلمين فهو من أصحابه قال الحافظ ابن حجر العسقلاني قوله أصحاب أي بطريق الإجمال ثم التفصيل أما الإجمال فيشمل جميعهم وأما التفصيل فلمن ورد فيه شيء بخصوصه وقوله أو رآه هو الراجح اهـ وقال الأبي في شرح صحيح مسلم: الصحابة كلهم عدول لظاهر الكتاب والسنة وإجماع مَن يقتدي بإجماعه. القرطبي لم يختلف السلف في أن أفضلهم أبو بكر ثم عمر. أبو منصور البغدادي أصحابنا مجمعون على أن أفضلهم الخلفاء الأربعة على ترتيبهم في الخلافة ثم تمام العشرة ثم أهل بدر ثم أهل أحد ثم بيعة الرضوان ومعنى التفضيل كثرة الثواب ورفع الدرجة وذلك لا يدرك بالقياس وإنما يدرك بالنقل اهـ باختصار ولشدة اعتناء الله تعالى بنبيه - صلى الله عليه وسلم - وخصوصيته إليه وصف أتباعه في كتابه العزيز فقال:{كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} وقال: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا} وفي الصحيحين واللفظ لمسلم عن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "خير أمتي القرن الذين يلوني ثم الذين يلونهم ثم يجيء قوم تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته" وفي البخاري عن أبي سعيد قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لا تسبوا أصحابي فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه" قال البيضاوي: ومعنى الحديث لا ينال أحدكم بإنفاق مثل أحد ذهباً من الفضل والأجر ما ينال أحدهم بإنفاق مد طعام أو نصيفه اهـ.
واعلم أن فضل الصحابة لا مطمع فيه لمن جاء بعدهم لأنهم حازوا قصبة