والأهل ومنها إقامة شريعتهم على ما كانت ولا يحكم على أحد منهم إلا بشريعتهم ومنها أن تبقى المساجد كما كانت والأوقاف كذلك إلى غير ذلك من بقية الشروط. ثم إنهم نقضوا تلك الشروط شيئاً فشيئاً ونكثوها عروة عروة إلى أن آل الأمر إلى تمكين الكردينال كيمينيسي من إعدام جميع آثار المسلمين وأمر بإحراق ثمانين ألف كتاب بخط اليد في ميادين الرحبات العامة بغرناطة ولما حلّ بالمسلمين ما حلّ خرجوا إلى فاس ومليلة والريف وغيرها منهم ابن الأزرق وبنو داود المذكورون في فهرسة ابن غازي وأبو عبد الله الوادي آشي. ثم وقع إكراه الباقي على التنصر أو الخروج فخرج الكثير منهم ووصلوا لإفريقية الشمالية سنة ١٠١٧ هـ والتي بعدها، وكانوا خلقاً كثيراً وانتشروا في المغرب الأقصى والأوسط وإفريقية وسيأتي إن شاء الله مزيد كلام عليهم في الطبقة الحادية والعشرين. ولم يبقَ بالأندلس، بعد إكراههم على ما ذكر، مَن يجهر بكلمة التوحيد والأذان وجعلت في المساجد والمآذن النواقيس والصلبان بعد ذكر الله تعالى وتلاوة القرآن فلا راد لما قضاه الملك الديّان.
في خلاصة تاريخ العرب: المطرودون من إسبانيا منذ فتح النصارى غرناطة إلى سنة ١٦٠٩ هـ ثلاثة ملايين، كانوا نخبة المسلمين وأعظمهم صناعة. فدرست معالم عز إسبانيا.
تنبيه: من أعيان العلماء المعاصرين لهؤلاء الأمراء أحمد القلشاني وأحمد حلولو والرصاع ومحمد الزنديوي.
[الطبقة التاسعة عشر]
لما توفي السلطان أبو عمرو في التاريخ المذكور بويع لحفيده أبي زكرياء يحيي بن محمَّد المسعود بن أبي عمرو فقام بالأمر وخرج لتمهيد النواحي وفي أثناء اشتغاله بما ذكر اشتغل بأمر تونس عمه عبد المؤمن حين وقع الافتراء بموته وشاع حتى تواتر في رجب سنة ٨٩٤ هـ ثم تبين خلافه وقدم من مغيبه ودخل الحاضرة وجددت بيعته وفر عمه عبد الموفق ثم وقع الظفر به وقتل في خبر طويل ووافته بيعة أهل الأطراف واستقام أمره إلى أن هلك في طاعون سنة ٨٩٩ هـ وبويع لأبي عبد الله محمَّد بن الحسن بن محمَّد المسعود وكان فطناً ذكياً محباً للخير وأهله إلا أن دولتهم بلغت سن الهرم وأذنت بالانقراض لخروج الأكثر عن طاعته فملك عروج باشا أخو خير الدين الآتي ذكره الجزائر وملك النصارى طرابلس سنة ٩١٤ هـ وبقيت