بهم لأن الله تعالى أثنى عليهم وشهد لهم بالصدق وأخبر بأنه رضي عنهم ورضوا عنه وكذلك جاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في أحاديث كثيرة وزد على ذلك ما سبق لهم من الفضل على المسلمين في بث دعوة الإسلام وتدويخ الممالك والبلدان وتأسيس بنيان الدولة الذي نشر على معظم الأرض جناح السلطان ما يوجب على كل فرد من أفراد المسلمين عنده ذرة من العقل وقليل من الإنصاف أن يقدرهم قدرهم ولا يبخسهم من الثناء حقهم ويعترف على ملأ الشعوب بفضل كل فريق منهم والتنويه بكل خصلة حسنة لكبارهم وقادة الأمر منه إعلاء لشأنهم وتنويهاً بجميل عملهم وجميل صحبتهم وسداً لذرائع القدح فيهم ممن يحاول احتقار أعمالهم واستصغار أقدارهم وتكذيب الآيات القرآنية والأحاديث النبوية والواجب أن يحمل ما صدر منهم على الاجتهاد الذي لا إثم فيه وإليه ذهب أهل السنة وهو المذهب الحق الذي مَن عدل عنه فقد زاغ وضلّ ومَن تمسك به فقد نجا.
وأول التشاجر الذي ورد ... إن خضت فيه واجتنب داء الحسد
فضائل الستة بقية العشرة المبشَّرين بالجنة
[سيدنا أبو عبيدة (- رضي الله عنه -)]
هو أبو عبيدة عامر بن عبد الله بن الجراح القرشي الفهري- كان إسلامه هو وعثمان بن مظعون وعبيدة بن الحارث بن المطلب وعبد الرحمن بن عوف وأبو سلمة الأسدي في ساعة واحدة- أحد العشرة المبشَّرين بالجنة هاجر الهجرتين وشهد بدراً وما بعدها. في الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - "لكل أمة أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح" قال الأبي: أصحابه فضلاء مختارون وإنما أخبر عن كل واحد بما هو الأغلب فيه، ففي الترمذي "أرحم أمتي بأمتي أبو بكر وأشدهم في أمر الله عمر وأصدقهم حياء عثمان وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ وأفرضهم زيد وأقرأهم أبىّ ولكل أمة أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيدة" قتل أباه يوم بدر ونزلت فيه {لَا تَجِدُ