١٧٨٧ - ذكر ابن الهباب أن مالكاً روى مائة ألف حديث جمع منها في الموطأ عشرة آلاف ثم لم يزل يعرضها على الكتاب والسنة ويختبرها بالآثار حتى رجعت إلى خمسمائة قال أبو بكر الأبهري: جملة ما في الموطأ من الآثار عن النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الصحابة والتابعين ١٧٢٠ حديثاً المسند منها ٦٠٠ والمرسل ٢٢٨ والموقوف ٦١٣ ومن قول التابعين ٢٨٥ وقال السيوطي في تقريبه نقلاً عن ابن حزم: أحصيت ما في موطأ مالك وما في حديث سفيان بن عيينة فوجدت في كل واحد منهما من المسند خمسمائة ونيفاً مسندة وثلاثمائة مرسلاً وفيه نيف وسبعون حديثاً قد ترك مالك نفسه العمل بها وفيها أحاديث ضعيفة وهاها جمهور العلماء ولا منافاة بين ما نقله السيوطي وما قاله الأبهري لأن روايات الموطأ كثيرة تختلف زيادة ونقصاً.
[عناية الناس به]
١٧٨٨ - أخرج ابن عبد البر عن عمر بن عبد الواحد صاحب الأوزاعي قال: عرضنا على مالك الموطأ في أربعين يوماً فقال: كتاب ألفته في أربعين سنة أخذتموه في أربعين يوماً ما أقل ما تفقهون فيه وقد روى الموطأ عن مالك بغير واسطة أكثر من ألف رجل وقد ضرب الناس فيه أكباد الإبل إلى مالك من أقاصي البلاد مصداقاً لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "يوشك أن يضرب الناس أكباد الإبل في طلب العلم فلا يجدون أعلم من عالم المدينة" قال عبد الرزاق: هو مالك بن أنس رواه الترمذي فمنهم المبرزون من الفقهاء كالشافعي ومحمد بن الحسن وابن وهب وابن القاسم ومنهم شيوخ المحدثين كيحيى بن سعيد القطان وعبد الرحمن بن مهدي وعبد الرزاق بن همام ومنهم الملوك والأمراء كالرشيد وابنيه الأمين والمأمون وقد اشتهر في عصره حتى بلغ على جميع ديار الإسلام ثم لم يأتِ زمان إلا وهو أكثر به شهرة وأقوى به عناية وعليه بني فقهاء الأمصار مذاهبهم حتى أهل العراق في بعض أمرهم ولم يزل العلماء يخرجون حديثه ويذكرون متابعته وشواهده ويشرحون غريبه ويضبطون مشكله ويبحثونِ عن فقهه ويفتشون عن رجاله إلى غاية ليس بعدها غاية.
[روايات الموطأ]
١٧٨٩ - ذكر القاضي عياض أن الذي اشتهر من نسخ الموطأ نحو عشرين نسخة وذكر بعضهم أنها ثلاثون والمستعمل منها أربعة: موطأ يحيى بن يحيى وموطأ