الصيد الصناديد وأهل البصيرة والرأي كعمرو بن العاص وأبي عبيدة ويزيد بن أبي سفيان وأضرابهم من كماة الإِسلام وقادة الجيوش العظام. اتخذ رضي الله عنه بعد تمام تلك الفتوحات مقراً له حمص وفيها توفي سنة ٢١ ومدفنه هناك لم يزل معروفاً يزار إلى الآن. ولما حضرته الوفاة قال: لقد شهدت مائة زحف وما في بدني موضع شبر إلا وفيه ضربة أو طعنة وها أنا أموت على فراشي كما يموت العير فلا نامت أعين الجبناء. وما من عمل أرجى من لا إله إلا الله وأنا مترس بها.
[سيدنا خالد بن سعيد (رضي الله عنه)]
هو خالد بن سعيد بن العاص بن أمية الأموي من أشراف قريش وأعيانهم وهو أول مَن كتب بسم الله الرحمن الرحيم ومن السابقين الأولين، أسلم بعد أربعة وهاجر الهجرتين وصلّى الركعتين ورجع من الحبشة هو وزوجه وأخوه وابنته مع جعفر بن أبي طالب وكان استعمله النبي - صلى الله عليه وسلم - على صدقات مذحج وأمره أبو بكر على مشارف الشام في الردة، استشهد في أجنادين أو مرج الصفر.
[سيدنا سالم مولى أبي حذيفة (رضي الله عنهما)]
هو أبو عبد الله سالم بن معقل كان من فضلاء الصحابة وخيارهم وكبرائهم من السابقين الأولين هاجر مع عمر ونفر مع الصحابة فكان يؤمهم لأنه أكثرهم قرآناً وكان يؤم المهاجرين وفيهم عمر شهد بدراً. روى البخاري ومسلم والنسائي والترمذي عن عبد الله بن عمرو بن العاص رفعه "خذوا القرآن من أربعة: ابن مسعود وسالم مولى أبي حذيفة وأبيّ بن كعب بن معاذ بن جبل" وروي عن عائشة رضي الله عنها "احتبست على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: ما حبسك؟ قلت: سمعت قارئاً يقرأ فذكرت من حسن قراءته فأخذ رداءه وخرج فإذا هو سالم مولى أبي حذيفة فقال: الحمد لله الذي جعل في أمتي مثلك" شهد بدراً فما بعدها وكانت بيده راية المهاجرين اليمامة فقطعت يده اليمنى فأخذها باليسرى فقطعت أيضاً. مات فيها هو ومولاه حذيفة وجد رأس أحدهما عند رجلي الآخر وذلك سنة ١٢.