مع أروى بنت أنيس مشهورة في إجابة دعائه عليها وهو ابن ابن عم عمر بن الخطاب وكان إسلامه عنده في بيته لأنه كان زوج أخته فاطمة. توفي بالعقيق وحمل إلى المدينة وذلك سنة ٥٠ أو ٥٢.
[سيدنا سعد بن أبي وقاص (رضي الله عنه)]
هو أبو إسحاق سعد بن أبي وقاص مالك القرشي الزهري أحد العشرة وآخرهم موتاً من السابقين الأولين، مكث ثلاثة أيام وهو ثالث الإِسلام وأحد ستة الشورى وأول مَن رمى سهماً في سبيل الله ومن شجعان قريش وكماتهم من خيرة أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - مخلصاً في إيمانه. شهد المشاهد كلها وكان مجاب الدعوة حيث دعا له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يسدد رميته ويجيب دعوته، وكان صادق الحديث والرواية لما فطر عليه من صدق اللهجة وقول الحق. روى ابن عساكر عن عبد الله بن عمر عن سعد بن أبي وقاص عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه مسح على الخفين وأن ابن عمر سأل عمر عن ذلك فقال: إذا حدثك سعد عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلا تسألن عنه غيره. وروى الشيخان والترمذي والنسائي من حديث عائشة قالت: لما قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة أرق فقال: ليت رجلاً صالحاً من أصحابي يحرسني، إذ سمعنا صوت السلاح فقال: مَن هذا؟ قال: أنا سعد فقام" ولما قتل عثمان اعتزل الفتنة، وهو الذي كوّف الكوفة وأمره عمر عليها سنة ٢١ كانت له قيادة الجيوش في حرب الفرس وقد مر الخبر عن مسيره إلى القادسية والوقائع التي وقعت هناك وكانت من أعظم الوقائع التي دوّنها التاريخ, قتل فيها من المسلمين نحو السبعة آلاف وخمسمائة وأما من قتل من الفرس فعدد كثير بالغ فيه المؤرخون وكان النصر حليف المسلمين وحصل فيها وهن للفرس ووقع بها فتح المدائن عاصمة الأكاسرة فانحدرت تلك العاصمة من شاهق عزها إلى هاوية الخراب وقامت مقامها في تلك الأصقاع بغداد دار الخلافة العباسية وانبعثت منها أشعة التمدن الإِسلامي العظيم.
وإذا نظرت إلى البلاد رأيتها ... تشقى كما تشقى العباد وتسعد