للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[صلة]

١٧٣٢ - اعلم أني ذكرت في الطبقات جماعة من أئمة الصوفية المشهورين بالعلم والعرفان والصلاح ولهم في علم التصوف والرقائق المعاني الرائقة والإشارات الفائقة والذوق السليم والفكر الثاقب المستقيم وحصل لهم بذلك بُعد الصيت والجاه العظيم وهم في سلوكهم متفرعون إلى طرق ولكل واحد منهم أتباع ومورد الجميع عذب معين وهو السنة والكتاب المبين وأستاذ طائفة منهم الإِمام الشاذلي وهناك أساتذة آخرون كالشيخ عبد القادر الكيلاني والشيخ الدسوقي.

واعلم أن لهؤلاء السادة خرقة يتبركون بها وتعرف بالمرقعة ولهم في ذلك سند وأدلة. وفي اختصار البوسعيدي لجامع البرزلي ما ملخصه في الموطأ أن عمر رضي الله عنه كان يلبس ثوباً مرقعاً بين كتفيه برقع ثلاث وهو أمير المؤمنين ورأى ابن عمر أباه في جمرة العقبة وعليه إزار فيه اثنتا عشرة رقعة بعضها من أدم ولبس أبو بكر رضي الله عنه الكساء حتى عرف به وكان علي رضي الله عنه مخشوشناً في لباسه ومطعمه. الْبُرْزُلي ومن هذه الآثار أخذ المتصوفة لباس الخرقة المسماة بالمرقعة وقد رواها جماعة مثل الشيخ أبي العباس أحمد بن إدريس البجائي الذي أخذ عنه بعض التونسيين والشيخ أبي المحاسن يوسف العجمي بالديار المصرية وأخذها عنه جماعة. اهـ وفي خلاصة الأثر قال الصح من القرب لبس الخرقة وقد استخرج لها بعض المشايخ أصلاً من السنة وهو حديث أم خالد قالت: أتي النبي - صلى الله عليه وسلم - بثياب فيها خميصة سوداء صغيرة فقال: "ائتوني بأم خالد" فأتي بها قالت: فألبسنيها بيده وقال: ابلي واخلقي" وهو مخرج في الصحيح، قال: ولم يكن في الخرقة إسناد عال وذكره ثم قال: وليس بقادح فيما أوردناه من كون لبس الخرقة غير متصل السند إلى منتهاه على شرط أصحاب الحديث في الأسانيد لأن المراد ما تحصل به البركة والفائدة باتصالها بجماعة من الصالحين. اهـ وفي شرح الشفا للشهاب الخفاجي عند تعرضه لترجمة الحسن البصري اختلفوا في كونه لقي علياً رضي الله عنه وروي عنه فذهب الكثير أنه لم تثبت رؤيته له ولا أنه ألبسه خرقة المشايخ الصوفية قدس الله أرواحهم ونفعنا بهم على الطريقة المعروفة عندهم وذهب الكثير من المحدثين إلى أنها بدعة لم تصح لكن الجلال السيوطي صنف فيها جزءاً لطيفاً وقال إنها ثابتة وأثبث أيضاً أن الحسن البصري اجتمع بعلي رضي الله عنه وكذا ذكر الحافظ ابن حجر فلا عبرة بإنكار غيرهما وسن الحسن متحمل له والمثبت مقدم على النافي. اهـ وفي خاتمة فهرس الشيخ الأمير أن الخرقة وحدها ليست هي

<<  <  ج: ص:  >  >>