بالحداد الإمام المقرئ كان من جملة العلماء المنقطعين والأدباء المجيدين. وكان يدرس النحو، وكان الأمير تميم بن المعز يجله ويكرمه ويعرف مقامه. أخذ عنه جماعة منهم أبو بكر بن العربي، قال ابن العربي: كنت أحضر عليه كتابه المسمى بالإشارة وشرحها وغيرها من تآليفه، وكان ذلك بالمهدية في شهور سنة ٤٨٥ هـ. وأخذ عنه أبو القاسم اللبلي أثناء رحلته للمشرق الواقعة سنة ٤٩٧هـ.
٣٦٦ - أبو الحسن علي بن عبد الغني: المعروف بالمصري القيرواني العالم الإمام في القراءات السبع الثقة. قرأ على أبي عتيق بن أحمد المصري وغيره وله قصيدة في القراءات، مات بطنجة سنة ٤٨٨هـ[١٠٩٥ م].
[فرع الأندلس]
٣٦٧ - أبو جعفر مكي بن عيسى بن أحمد: المعروف بالكندي الفقيه الناسك العالم الفاضل تفقه عن جماعة وعنه أبو الحسن بن حمديس وأبو جعفر بن رزق وأبو الأصبغ بن سهل. توفي بقرطبة في رجب سنة ٤٥٤ هـ[١٠٦٢ م].
٣٦٨ - قاضي الجماعة أبو القاسم سراج بن محمد بن عبد الله بن سراج: كان من أفضل أهل زمانه وأعف أقرانه فقيهاً متفنناً في العلوم. سمع أبا القاسم الأصيلي والقاضي ابن بطال وأبا المطرف بن فطيس وسلمة بن بشير وغيرهم. حدّث عنه ابنه مروان وأبو علي الجياني وابن طريف الكاتب وغير واحد. ولي الشورى بقرطبة وخططاً بالوزارة، ثم ولي القضاء. توفي في شوال سنة ٤٥٦ هـ[١٠٦٣ م] وعمره نيف وثمانون سنة.
٣٦٩ - أبو جعفر أحمد بن محمد بن مغيث الصدفي: كبير طليطلة وفقيهها كان حافظاً بصيراً بالفتوى والأحكام نظاراً فصيحاً أديباً. تفقه بابن زهير وابن أرفع رأسه ابن الفخار وسمع من أبي ذر الهروي وابن المطوعي وغيرهما. حدث عنه صاعد بن أحمد بن صاعد وأبو محمد الشارقي والطيب بن الحريري وغيرهم. ولقي بالقيروان أبا بكر بن عبد الرحمن حدث عنه بالإجازة أبو محمد بن عتاب، ألّف المقنع في الوثائق، توفي سنة ٤٥٩ هـ.