به، وأخذ عن خليل المغربي والبليدي وحضر على يوسف الحفني والملوي وتمهر في المعقول والمنقول ودرس الكتب العالية مثل المغني والأشموني وكانت له معرفة جيدة بالحساب والجبر والفرائض وغير ذلك وله تقارير على شرح الخرشي غاية في الدقة وله رسائل في فنون شتى وله حاشية على شرح العقائد لم تتم في نحو نيف وثمانين كراسة وتلقى عنه كثير من أعيان علماء العصر ولازموا المطالعة عليه مثل الأمير والدسوقي ومحمد البناني؛ كان مهذب الأخلاق لا يعرف الكبر ولا التصنع أصلاً ولم يزل يملي ويفيد ويبدأ ويعيد مقبلاً على شأنه ملحوظاً بين أقرانه حتى وافاه الحمام مطعوناً في جمادى الثانية سنة ١٢٠٠ هـ[١٧٨٥ م] وصلّى عليه بالأزهر في مشهد حافل ودفن بتربة المجاورين.
[فرع إفريقية]
١٣٧٢ - أبو العباس أحمد ابن الشيخ علي النوري الصفاقسي: الإِمام العالم المتفنن في العلوم الفاضل الفقيه القدوة الكامل، أخذ عن والده وورث سره وكان الخليفة بعده بزاويته بمعاضدة أخيه العالم العامل محمَّد ورحل للمشرق ولقي أعلاماً وأخذ عنهم وعنه ابناه محمَّد وعبد الله ومحمد كمون ومحمد بن علي الفراتي ومحمد الخميري ومحمد خروف وغيرهم. توفي سنة ١١٥١ هـ[١٧٣٨م].
١٣٧٣ - أبو عبد الله محمَّد الحركافي الصفاقسي: نزيل تونس وشيخ القراء بها الإِمام الفقيه العمدة المقري العالم العامل القدوة، أخذ عن أبي الحسن النوري فن القراءات وأجازه والشيخ عبد العزيز الفراتي وأجازه وأثنى عليه وقدم تونس واستكمل قراءة العلوم على الشيخ الخضراوي وعنه أخذ جماعة وانتفعوا به منهم الشيخ حموده بن محمَّد إدريس الشريف الحسني. توفي سنة ١١٥٤ هـ[١٧٤١م].
١٣٧٤ - أبو عبد الله محمَّد بن المؤدب: الشرعي الصفاقسي الإِمام الفاضل والأستاذ الكامل الفقيه العالم المتفنن، أخذ عن الشيخ النوري والشيخ عبد العزيز الفراتي ثم رحل لمصر وأخذ عن الشيخ أحمد الشرعي نزيل مصر وغيره وعنه الشيخ المفتي أحمد الشرعي وابنه حسن، ولصاحب الترجمة أربعة أبناء فضلاء نبهاء وهم: أحمد والطيب وعبد السلام ومحمد، فأما أحمد فتولى قضاء صفاقس وتوفي وهو يتولاه سنة ١١٦٨ هـ[١٧٥٤ م] وأما محمَّد وعبد السلام فتوفيا في طاعون سنة