الكلام على المنستير الذي فضله شهير وقدره خطير ومحله في النفوس أثير وهو مسقط رأس العبد الفقير ومنبت غرسه ومجمع أهله وأنسه ومحل استقرار الأخيار كابن يونس والمازري وابن العطار نوه المؤرخون وغيرهم بشأنه وبالخصوص التواريخ المختصة بالمملكة التونسية ووقفت على بعضها وسنقص ما اقتطفته منها. في الشفا عند ذكر ما يتعلق بمكة المشرفة ما نصه: حكي أن قوماً أتوا سعدون الخولاني بالمنستير وأعلموه أن كتامة قتلوا رجلاً وأضرموا عليه النار طول الليل فلم تعمل فيه وبقي أبيض البدن فقال: لعله حج ثلاث حج حرم الله شعره بالثلاث حجج قالوا نعم قال حدثت أن من حج حجة أدى فرضه ومن حج ثانية داين ربه ومن حج ثلاث حجج حرم الله شعره وجسده على النار. انتهى.
قال الشهاب الخفاجي قوله المنستير بميم ونون وسين مهملة ومثناة فوقية وراء مهملة وهو لفظ رومي معناه عندهم خانقاه للرهبان على الطريق ينزل فيه أبناء السبيل والذي سمعناه منهم بفتح الميم وألف مع سكون السين وكسر التاء الفوقية وياء تحتية وقد يخفف بحدق الألف والياء وهو مما لاشبهة فيه عندهم فقوله في القاموس منستير بضم الميم وفتح النون موضع بإفريقية معبد الزهاد والمنقطعين وبلد آخر بإفريقية أهله من قريش بينه وبين القيروان ست مراحل وموضع بشرق الأندلس. انتهى.
مخالف لما صح سماعاً فإن ظنه عربياً فهو خطأ وإن قال عُرّب وغُير كان عليه أن ينبه عليه. وقال التلمساني إنه بضم الميم والنون ويجوز كسر نونه والعامة تفتحها وعليه اقتصر الشمني وهي بلدة بساحل البحر أو حصن رباط بإفريقية له سور بناه هرثمة بن أعين بعثه الرشيد لإفريقية سنة ١٧٩هـ. انتهى شهاب. وقال ابن خلكان